خارج الصندوق

هل عاد المضاربون

إسماعيل الحمادي

«ترقبوا المشروع الجديد» أو مرحلة جديدة للمشروع كذا في المنطقة كذا، بخطة شراء استثنائية وحصرية لمن يشتري يوم الإطلاق.

بعد أسبوع أو 10 أيام موعد إطلاق هذا المشروع... بعد ثلاث أو أربع ساعات من إطلاق المشروع.. إعلان من المطوّر الرئيس مفاده: «نفاد كل الوحدات المطروحة من المشروع!».

هذا هو المشهد الذي أصبح يتكرر في الوسط العقاري مع كل موعد إعلان عن إطلاق مشروع جديد أو مرحلة جديدة منه، وبعد مرور فترة من الزمن، تجد المشروع نفسه مطروحاً للبيع، ووحداته متوافرة بالجملة! فتسأل نفسك: كيف حدث ذلك والمطور نفسه أعلن نفاد كل الوحدات يوم إطلاقها؟!

للإجابة عن هذا السؤال، فأنت أمام سيناريوهين، الأول: إمّا أن المشترين الذين حجزوا الوحدة العقارية بتاريخ إطلاق المشروع تراجعوا عن قرار إتمامهم عملية الشراء، فأعيد طرحها للبيع، والثاني: أن هناك مجموعة مستثمرين تحجز مجموعة كبيرة من الوحدات بأسعار حصرية من المطوّر، ومن ثم إعادة طرحها للبيع مرة أخرى وبأسعار جديدة.

وإذا كان الاحتمال الثاني صحيحاً، فهذا يفتح في السوق باباً تمّ سده منذ سنوات، وهو المضاربة، فهل عاد المضاربون إلى السوق؟

نتيجة ما تراه عيناك وتسمعه أذناك يوم إطلاق المشروعات الجديدة، وبسبب ما يصادفك بعد فترة من الإطلاق، فربما عاد المضاربون.. نعم، وفي الغالب أن لاعبي هذا الدور هم أشخاص يفهمون جيّداً لعبة السوق، وعلى دراية تامة بخبايا القطاع ودوراته بين فترة وأخرى، ويتمتعون بوعي وفطنة كبيرين بتحقيق أرباح مخطط لها مسبقاً، فيستغلون فرصة الإطلاق ويستحوذون على عدد معتبر من الوحدات المطروحة، ثم إعادة بيعها وجني أرباح سريعة.

عودة المضاربة في السوق ليست بالأمر الجيّد، ولا تخدم التطلعات التي يسعى إليها القطاع، كما أنها لا تخدم طبقة المستثمرين التي تشكل النسبة الكبرى من السوق، فتوسع انتشار عمليات المضاربة، من شأنه الإخلال بالقاعدة لأسعار السوق من المطور الرئيس، فتجد المطوّر يواجه منافساً له في السوق في منتج هو أنتجه، وهنا لن يكون أمامه في هذه الحالة سوى حلّ واحد، إما أن يصعد أو ينزل إلى السعر نفسه لمنافسه الجديد.

وقد يكون الحلّ الأفضل له وللسوق عموماً هو تجفيف منابع المضاربة من الجذور أثناء إطلاق المشروعات.

• عودة المضاربة في السوق ليست بالأمر الجيّد، ولا تخدم التطلعات التي يسعى إليها القطاع.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر