«ذهب» الأولمبياد.. ذهب ولم يعد!

منذ دورة لوس أنجلوس 1984، والرياضة الإماراتية تشارك في الدورات الأولمبية، وطوال هذه الفترة الزمنية الطويلة التي تقارب الـ38 عاماً، لم يحصل رياضيو الإمارات في مختلف الألعاب إلا على ميداليتين فقط (ذهبية وبرونزية)، فيما عدا ذلك يمكن اعتبار مشاركاتنا الأولمبية شرفية أو سياحية أو إثبات حضور، أو أي شيء آخر، لكننا لا يمكن أن نصفها أبداً بالمشاركة الرياضية من أجل المنافسة!

قد يكون الأمر مقبولاً في الثمانينات، فهو العقد الذي تعرفنا فيه إلى المونديال، وشاركنا فيه للمرة الأولى، وقد يكون مقبولاً تجاوزاً في التسعينات، حيث لاتزال البنية الرياضية التحتية غير مكتملة، أما أن يستمر الحضور الشرفي، والإخفاق الرياضي، والفشل في الحصول على أي نوع من أنواع الميداليات الأولمبية إلى عام 2021، فهو بالتأكيد أمرٌ غير مقبول، وغير منطقي، ولا يليق إطلاقاً بمكانة دولة الإمارات وسمعتها، خصوصاً مع النهضة النوعية، والتطور الكبير الذي تشهده الدولة، وتحتل فيه المراكز الأولى في شتى المجالات!

لا يوجد سبب مقنع يجعلنا نغيب عن منصات التتويج، ولا يوجد عذر مقبول لذلك، فلو لم نكن نمتلك أي إمكانات رياضية أو بشرية، وكنا عند نقطة الصفر تماماً، وبدأنا الإعداد والتخطيط والإنشاء والصرف المُفيد والمُخطط له، قبل 10 أو 15 عاماً، لكنا اليوم نجني حصاد هذا العمل، تُرى لماذا لم نحصل على شيء، ونحن اليوم نحتفل بإنجازاتنا المختلفة، بعد أن وصلنا إلى عامنا الخمسين؟ لماذا سقطت وفشلت الرياضة وحدها، ونجحت بقية القطاعات؟!

فلنكن واقعيين ومنصفين، ولنعترف بأن الواقع الرياضي لدينا ضعيف ومترهل، ولا يمكن لنا أن نحصل على نتائج مفيدة، إذا ظل الحال على ما هو عليه، وإن شاركنا في الأولمبياد بعد 100 عام، فواقعنا يقول إن الإعداد للمشاركة الإماراتية الأولمبية ينقصه التخطيط الاستراتيجي المتكامل بين الهيئة العامة للرياضة، واللجنة الأولمبية، والاتحادات والمجالس الرياضية، وأولياء الأمور، بمدة لا تقل عن ثماني سنوات.

وواقعنا يؤكد أن بعض المنشآت الرياضية المتخصصة غير متوافرة لعدد من الرياضات، كما أن لدينا نقصاً شديداً في الكفاءات والخامات الرياضية المؤهلة للحصول على ميداليات، والقلة القليلة الموجودة لا تحصل أبداً على الدعم اللازم، بل إن بعض اللاعبين يضطرون إلى دفع مبالغ مالية من أموالهم الخاصة، نظير استخدام بعض الملاعب أو الصالات الرياضية في لعبتهم!

لن نحصل على نتائج، ولن نرى الذهب ولا الفضة ولا البرونز من دون تخطيط، ومن دون إعداد، ومن دون ميزانيات تتناسب مع حجم الأولمبياد، لم يسجل التاريخ إلى الآن ميدالية واحدة ذهبت إلى دولة من غير توافر هذه المتطلبات الثلاثة، ولابد أن نعي أن بداية البناء يجب أن تكون من المدرسة، ولابد أن يواكب هذا البناء تخطيط بشكل علمي مدروس، لإيجاد نظام رياضي متكامل، يهدف إلى صناعة بطل أولمبي خلال الدورات المقبلة، وبعد ذلك لابد من تفعيل مبدأ الثواب والعقاب، ولابد من محاسبة أي مسؤول رياضي، أو اتحاد رياضي، لا يتمكن من إنجاز الخطط المرسومة!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

الأكثر مشاركة