خارج الصندوق

الرابحون والخاسرون في سوق العقار

إسماعيل الحمادي

يشير أحدث تقارير الأبحاث عن سوق العقارات المحلية إلى ارتفاع متوسط أسعار الوحدات السكنية بمختلف أنواعها (فلل وشقق)، بيعاً وإيجاراً مع نهاية النصف الأول من العام الجاري، في ما تجاوزت نسبة الارتفاع في بعضها 20%، في دلالة على أن القطاع بدأ يستعيد عافيته. وتشير التوقعات إلى ارتفاع آخر مرتقب في متوسط السعر خلال الفترة المقبلة، بناء على مجموعة عوامل وظروف مساهمة في ذلك، بما فيها فترة معرض «إكسبو 2020 دبي»، والتحرر التام لقطاع السفر والطيران العالمي من قيود جائحة «كوفيد-19»، مع ارتفاع مستوى التطعيم في الدولة والعالم.

في ظل هذا المستوى الذي آلت إليه الأسعار، وجميع الظروف التي أسهمت سواء في تراجعها خلال الفترات السابقة، أو ارتفاعها حالياً، هناك خاسر ورابح.. فمن هم الرابحون ومن هم الخاسرون؟

الرابحون هم من تمكنوا من تجاوز مخاوفهم، لاسيما مع بداية الجائحة، إذ كانت المبادرات التحفيزية مختلفة، وسلة التسهيلات المقدمة من المطورين والمؤسسات المالية متنوعة، وأسعار العقارات في أدنى مستوياتها من تاريخ السوق، ومن تمكّن من شراء وحدة سكنية في تلك الفترة، أو حتى مجرد حجز وحدة «على المخطط»، واستغل جميع تلك الظروف، هو من نقول عنه الرابح.

الرابح كذلك هو من وثق بالقطاع، وبقدرات السوق على تجاوز التحديات، ولم يتسلل اليأس إلى داخله، فلم يتخلص من وحدته العقارية وإعادة بيعها بأقل الأسعار، واليوم يجني عائداتها الاستثمارية من خلال تأجيرها حالياً، أو حتى إعادة بيعها.

أما الخاسرون فهم عكس هؤلاء تماماً، فهم من استسلموا للسلبيات المحيطة بهم، وتبنّوا المعلومات المغلوطة الشائعة عن السوق والقطاع، مثل أن السوق على عتبة انهيار، أو بيانات تشير إلى مزيد من التراجع في أسعار الشراء والإيجار، وغيرها. وظلوا يترقبون ذلك التراجع، بينما حدث العكس، فارتفعت الأسعار، والوحدات التي كانت محط أنظارهم نفدت من السوق، وحجم التسهيلات تقلّص، ونسبة الفوائد على القروض العقارية ارتفعت.

باختصار، ضاعت كل الفرص التي كانت بين أيديهم، وهذا ما حدث فعلاً للكثير بحكم تجربتي في السوق.

مع نهاية الربع الأخير من السنة الماضية، وبداية العام الجاري، كانت سوق العقارات تزخر بفرص مجزية جداً للشراء والاستثمار، وليس لإعادة البيع كما فعل العديد من المشترين، وكانت الأبواب مختلفة لزيادة وتضخيم المحافظ الاستثمارية، والتوسع في السوق لا الخروج منها والانسحاب. وبحسب اعتقادي، لن يتكرر حجم تلك الفرص مرة أخرى، ويظلّ الرابح يجني ثمار تفهمه لظروف السوق، وتكيفه مع مستجداته الطارئة، والخاسر يتحسر على توقعه الخاطئ نحو السوق، وقصر نظره نحو المستقبل.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر