ملح وسكر

المنتخب حقق أول الأهداف

يوسف الأحمد

أنجز «الأبيض» مهمته بنجاح، وتمكن من كسب ورقة التأهل بجدارة، وتفوق على أقرب منافسيه في المجموعة، ليطوي بذلك صفحة من مرحلة صعبة، تباينت فيها التحديات والإشكالات التي عطّلت مسيرة العطاء، وبعثرت معها أوراق النجاح والمكتسبات القديمة.

فقد حقق منتخبنا أول الأهداف التي وضعها القائمون على مشوار البناء والعودة إلى ملعب الكبار، حيث اجتهد وعمل كل طرف لغاية واحدة، تمثلت باستغلال هذا التجمع، والخروج بمكسب لضرب أهداف عدة في اتجاه العودة من بوابة النهوض، والوقوف فوق أرضية صلبة من أجل أن تكون دافعاً وممكناً لانطلاقة صحيحة، تستند على نهج وخطط واضحة المعالم والأدوار. ولعلها محطة استطاع فيها المنتخب أن يضع لبنة النجاح الأولى، ويؤسس لها قاعدة يرتكز عليها، بعد أن كان يبحث عن موطئ قدم فيها، إثر غياب طويل، جال في البحث عن ذاته ومكانه المفقود.

ولا شك أن التأهل هو المفتاح الذي كان الجميع يبحث عنه وينشده، ابتداءً من اتحاد الكرة وجهازه الفني، ثم اللاعبين وجماهيرهم، وذلك لفك الارتباط، وإسدال الستار على فترة لم تخلُ من الحرمان القاسي، والتخبط الذي أفقدنا الكثير، وأعادنا إلى الوراء، في وقت نهض وتطور فيه الآخرون من الخصوم والمنافسين، تاركين فارقاً بيننا وبينهم. فالتصفيات المنصرمة تُعد مرحلة انتقالية في المسيرة التي نتطلع من خلالها إلى التحسن والاستقواء من منظور مختلف، يضعنا ضمن نخبة القارة، ويقودنا إلى الوضع الطبيعي الذي يُفترض أن نكون فيه.

وقد تتفق الغالبية على أن الصورة العامة التي خرج عليها المنتخب في هذه التصفيات جيدة إلى حد ما، بل تعكس بين ألوانها بوارقَ أمل لقادم مختلف ومُبشر، يدفعنا إلى التفاؤل والتطلع بإيجابية نحو تحقيق مكاسب وإنجازات، بشرط أن يعمل الكل بروح الفريق الواحد، دون استثناء، ودون نخر لسفينة الأحلام التي أبحرت بلونها الأبيض الزاهي من محطة زعبيل.

صحيح أن هناك بعض الاستياء، الذي خرج أحياناً بسبب قراءة فنية أو أداء لعنصر ما أو تراجع وقتي، لكن ليدرك أولئك أن المنتخب للتو في خطواته الأولى، التي سعى فيها لالتقاط الأنفاس، وتثبيت الأقدام، لتشكيل ملامح الهوية الجديدة، مثلما أنها جاءت فرصة لتجبير الثقة، وجدولة الأوراق، من خلال اكتشاف مواضع الخلل والضعف التي دون شك ستحظى بأولوية لعلاجها.

لذا، فإن من الطبيعي أن تظهر أخطاء مصحوبة بتراجع وانخفاض مستوى، لكن حلقة النجاح مهما علا فيها الأداء وقلت الأخطاء، إلا أن عنصر الفوز يُشكل الورقة الأهم في هذه الحلقة، التي اختتمنا مشهدها الأخير بانتصار جميل وارتياح كبير.

• الصورة العامة التي خرج عليها المنتخب في التصفيات تعكس بوارقَ أمل لقادمٍ مُبشر يدفع إلى التفاؤل.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر