كـل يــوم

فيديو صادم.. والوضع أصبح مكشوفاً ومقلقاً!

سامي الريامي

فيديو صادم، بل مقلق ومرعب للغاية، شاب صغير يعلن بطريقة فجة، فيها تحدٍّ سافر لأهله، ومجتمعه، ودينه، ودولته عن مثليته، وخروجه من الإسلام، ومعارضته لعدم إعطاء المثليين حقهم في الزواج ببعضهم بعضاً.

«ثوانٍ قليلة» لكنها هزت أركان المجتمع من فداحة كل كلمة قالها، وأثارت موجة من الغضب العارم والاستغراب والخوف والقلق، وخليطاً من مشاعر مشوشة لدى كل مواطن لديه أبناء!

بداية من الواضح جداً أن سلوك هذا الشاب ليس فردياً على الإطلاق، ولا أعتقد أنه، أو أي شاب غيره، يمتلك هذه الجرأة «الوقحة» في الخروج عن الدين، وضرب قيم المجتمع كافة عبر فيديو قصير، من دون دعم خارجي، إذ من الواضح جداً أن هناك جهة خارجية سهلت له الأمر، ووعدته بتقديم كل الدعم اللازم، وتوفير اللجوء الآمن له، لو قوبل برفض اجتماعي لما يطرحه من أفكار، وهذا ما أكده والد الشاب في تسجيل انتشر، أمس، رداً على ذلك الفيديو الصادم!

هذا الأمر ليس بغريب ولا مستبعد، بل هو أمر متوقع منذ اللحظة الأولى التي تولى فيها جو بايدن رئاسة أميركا، حيث لم تمضِ سوى أيام قليلة على بداية عهد هذا الرئيس، إلا وفاجأ العالم بانفتاح غير مسبوق تجاه الشواذ جنسياً، بإدخالهم ضمن مؤسسات الدولة الرسمية من خلال تعيين وزير مثلي في حكومته، وليس الاكتفاء بالاعتراف بوجودهم كما فعل ترامب.

كما وقّع أمراً تنفيذياً لإلغاء الحظر الذي فرضه ترامب على معظم الأميركيين المتحولين جنسياً الذين يريدون الانضمام للجيش، نظراً إلى أنه «يعتقد أن الهوية الجنسية لا يجب أن تمنع الناس من الانضمام إلى الخدمة العسكرية»، مؤكداً أن «قوة أميركا تكمن في التعددية».

وحتى نفهم السبب لابد من العودة إلى الأفكار الأميركية، فدونالد ترامب كان يجسد إرادة المحافظين الانعزاليين، الذين يرفضون «تفسخ المجتمع»، ويسعون للحفاظ على قوة الولايات المتحدة الأميركية من خلال تعزيز دور التصنيع، والاعتماد على الموارد المحلية من دون التدخل في قيم المجتمعات الدينية، ولا عاداتها وتقاليدها الراسخة، من خلال كذبة «حقوق الإنسان»، بينما يمثل جو بايدن فكر العولمة «غير المرتبط بالجغرافيا»، وهو يريد قوة عالمية من خلال الترويج «لمنظومة قيم الحرية» واحترام «الإرادة الفردية»، وعلى استعداد للتضحية بأي دولة و«إن كانت حليفة» تخالف هذا التوجه، بذريعة الترويج لقيم الديمقراطية الأميركية العالمية!

والنموذج المثالي لمجتمع العولمة العابر للحدود، هو مجتمع التشرذم الذي ليست له هوية شخصية ولا دينية واضحة، ولا يمتلك الشخص فيه جنسية، ولا يرتبط بمجموعة اجتماعية مستقرة ومتجانسة، ولديه القدرة على الحركة متجاوزاً حدود المكان، والقدرة على تغيير جنسه لو أراد دون أي اعتبارات أو قيود.

لذلك فإن أحد أهم تجليات العولمة تشويه القيم الدينية، وتدمير الأسرة، والدعاية المهووسة للتوجهات الجنسية البديلة، ونشر نمط تغيير الجنس، ويخطئ بشدة كل من يعتقد أن الغرب قد وصل إلى الحد الأقصى في ذلك، وليس هناك ما هو أسوأ مما نراه اليوم!

ومن الواضح ان الديمقراطيين سيجعلون دولنا الخليجية جزءاً من هذه الخطة، حيث بدأت السفارات الأميركية في بعض الدول الخليجية رفع علم الشواذ رسمياً بجانب العلم الأميركي!

مخطط يهدف إلى الضغط على الدول من أجل الابتزاز السياسي والاقتصادي، وباستغلال «سقطات ورغبات» الأقليات المختلفة، بدعوى حماية حقوقهم، لذلك فالمسؤولية اليوم مضاعفة على الأسرة الإماراتية لمراقبة سلوكيات أبنائها، فالبداية حتماً ستكون في التربية السليمة، والمسؤولية على المدارس ووزارة التربية والتعليم أيضاً مضاعفة.. لابد من الالتحام المجتمعي، وبدعم وتوجيه واضح من مختلف الجهات الحكومية المعنية، فالوضع أصبح مكشوفاً، والحرب علينا لم تعد بالأسلحة بل بما هو أشد فتكاً منها!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر