كـل يــوم

وظائف اليوم لن تكون موجودة في المستقبل!

سامي الريامي

وظائف اليوم ليست هي وظائف الغد، وثقافة العمل اليوم لن تستمر خلال السنوات العشر المقبلة، وما بعدها، فوظائف اليوم، والثقافة السائدة، لن يستمرا طويلاً، لأن الوظائف لن تكون متاحة بكثرة في القطاع الحكومي، كما أن القطاع الخاص سيشترط توافر مهارات كثيرة كي يقبل توظيف المواطنين، إضافة إلى أن فرصة دخول المواطنين كرواد أعمال لن تكون سهلة أبداً في ظل المنافسة الشرسة، وسيطرة بعض الجنسيات على قطاعات تجارية واسعة!

لذا لا مجال أبداً سوى استعداد وتدريب وتأهيل الشباب المواطن للانخراط في التخصصات التي يحتاجها ويطلبها سوق العمل المستقبلي، والتي حتماً لن تكون جميعها حكومية، بل على الأرجح أنها ستكون باتجاه القطاع الخاص، فالإمارات دولة مال وأعمال، ودولة تجارية سياحية مهمة، وتحتل مكانة اقتصادية عالية، وتالياً فإن الوظائف المرتبطة بهذه القطاعات هي التي ستكون متاحة ومتوافرة دون شك، وغالباً لن تكون هناك خيارات بديلة كثيرة!

لذا فإننا حتماً نحتاج إلى إعادة إحياء بعض الأفكار التأهيلية المهمة، التي لم تستمر رغم نجاحها، للأسف الشديد، كتجربة إعداد وتأهيل وتوظيف المواطنين في المصارف والبنوك، التي حققت نجاحاً كبيراً في بداياتها، واستطاعت توظيف عدد كبير من المواطنين في هذا القطاع، إلا أنها تمر حالياً بمنعطف صعب، وهي أقرب حالياً إلى مرحلة العودة إلى نقطة الصفر!

كما أننا نحتاج إلى مبادرات متخصصة لبعض الوظائف، مثل تلك التي يقوم بها مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، بتدريب وتشغيل المواطنين في القطاع الخاص، خصوصاً قطاع التجزئة، واستطاعوا من خلالها توظيف مواطنين في كارفور، وجمعية أبوظبي التعاونية، واللولو، وصرافة الفردان، وغيرها، والبرنامج هو عبارة عن عمل لمدة أربعة إلى خمسة أيام، ويوم دراسي عملي، وبعد سنة إلى سنتين يحصل الموظف على شهادة دبلوم مهني معتمدة، والجميل أن البرنامج لا يشترط مؤهلاً أكاديمياً، بل يقوم المركز بتأهيل الدارسين، وهو مدعوم، وينال اهتماماً مباشراً من القيادة الرشيدة.

مجال آخر نحتاجه بشدة للمرحلة المقبلة، وهو ما قامت به مجموعة فنادق جميرا بإنشاء أكاديمية للفندقة، تسعى لتدريب وتأهيل مجموعة من المواطنين والمواطنات، للعمل في مختلف وظائف وقطاعات الفنادق، واستطاعت توظيفهم بعائد مالي جيد، في وظائف جيدة في المحاسبة والاستقبال والعلاقات العامة، وغيرها.

هذه القطاعات وغيرها من قطاعات القطاع الخاص هي التي تستطيع استيعاب المواطنين خلال السنوات العشر المقبلة، وما بعدها، شريطة تأهيلهم وتدريبهم، ووجود الرغبة لديهم للعمل تحت أي ظرف، وغيرها من الوظائف ستكون محدودة جداً، وصعبة جداً، ولن يشغلها إلا نوابغ بمستوى عالٍ جداً من المهارات والمؤهلات!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.

تويتر