ملح وسكر

إنجاز مهدي

يوسف الأحمد

منذ عودته إلى ساحة التدريب المحلية، حقق الكابتن مهدي علي نجاحاً مبهراً، وتألقاً لافتاً، خلال سنة لم تنته فصولها بعد، معيداً شريط الذكريات والأيام السعيدة، التي صال وجال فيها مع المنتخب في ميادين ومشاركات مختلفة.

اصطاد مهدي عصافير عدة بحجر واحد، وخرج بإنجاز الثلاثية مع الفرقة الحمراء التي اكتشفت نفسها، وأعادت تموضعها مجدداً في سكة البطولات، متفوقةً بعلامة الامتياز التي جاءت عن جدارة واستحقاق. ولعل الحالة الاستثنائية التي خرج عليها شباب الأهلي منذ استلام مهدي دفة التدريب، قدمت «الفرسان» في ثوب وطني مختلف ومتمايز عن أقرب منافسيهم، إذ اتضحت ملامح العمل منذ اليوم الأول، بعد أن تغيرت سمات الفريق بتاتاً، واكتست لون الجدية والمسؤولية والانسجام، ما أيقظ روح البطل النائمة التي استشعرت قوة وهيبة «الفرسان» المعروفة، فخططوا ووضعوا هدفاً بحصد البطولات، والعودة إلى مكانهم في المنصات.

النتائج المحققة لم تأت من فراغ، وإنما كانت نتاج عمل منظم وإدارة سليمة، تجاوزت التراكمات القديمة، وانتهجت سياسة فنية واضحة، حددتها بمستهدفات ومخرجات تُقيّم حصيلتها في نهاية المطاف من خلال ما يتم جنيه من مكاسب وإنجازات.

مهدي لم يأت بعصا سحرية حتى يقلب الحال في وهلة، وإنما عمل وفق إطار فني محدد المهام والمسؤوليات، ومدعم بأدوات وممكنات استغلها ووظفها بطريقة ناجعة، أفادت «الفرسان»، وأعطت ثمرة مكاسبها بتلك الصورة التي لامس الجميع جماليتها وإبداعها.

لكن مشوار النجاح لم يخل من التحديات والمصاعب التي كانت لمهدي دافعاً وحافزاً لصُنع الفارق، وقهر الظروف المحبطة، حيث عاد بعد غيبة قاسية، وبيئة طاردة، أجبرته في تلك الفترة على الابتعاد، ومراقبة المشهد من نافذة بعيدة.

لذا، فإن العودة الحافلة بهذه المكاسب مهمة ومُلهمة في آن واحد، لما لها من أثر معنوي في تعزيز الثقة، ثم دعم موقف المدرب المواطن في سلك التدريب، مثلما تُعد عاملاً مسهماً في تغيير قناعات كانت ومازالت تقلل وتشكك من قدرات ابن البلد على مر سنين طويلة.

ما حققه من نجاح يُعد برهاناً لمسألة مُغيبة، ينبغي على الأندية واتحاد الكرة إسقاطها في حيز الأولويات والخيارات المفضلة، من باب استغلال الكوادر الوطنية المؤهلة بالعمل على تطوير قدراتها، وإعطائها الفرصة من خلال منحها زاوية في ساحة التدريب الشاسعة، التي شطحت ومرحت فيها أسماء وألوان من كل بقاع الأرض، في وقت عجز وفشل الكثير منهم، رغم مئات الفرص التي حصلوا عليها، بينما هناك تجارب غنية، نجح فيها المدرب المواطن من أنصاف الفرص، وأثبت أن زامر الحي يُطرب أهله وجيرانه!

• النتائج المحققة لشباب الأهلي لم تأت من فراغ، وإنما كانت نتاج عمل منظم وإدارة سليمة.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.

تويتر