خارج الصندوق

الطريق إلى الريادة

إسماعيل الحمادي

شكراً لقطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام على المبادرة النوعية التي أطلقها خلال هذا الشهر الفضيل «الطريق إلى الريادة»، لدعم رواد أعمال من أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة عن طريق بث 30 فيديو على مدار أيام شهر رمضان المبارك، لتسليط الضوء على تجارب هؤلاء الشباب، وقصصهم مع الابتكار، وإبراز قيمة مشروعاتهم للمجتمع والاقتصاد، وكمية التحدّيات التي واجهتهم في سبيل تحقيق أهدافهم.

لا أعتبرها مجرد مبادرة فقط بل هي بمثابة مكافأة لكل هؤلاء على جهدهم المتواصل في تأسيس مشروعاتهم الريادية لترى النور وتخدم المجتمع، ووسيلة لدعمهم وتسليط الضوء على مشروعاتهم لتتوسع وتصل إلى أكبر شريحة من المتعاملين، وهي خطوة نحو الأمام لتعزيز دور الإعلام المحلّي في تحفيز الأفراد، وتشجيع العمل الريادي، وتعزيز مبدأ الابتكار، كمفهوم أساسي في جميع المجالات الاقتصادية، إذ لا وسيلة أقوى من الإعلام لتحفيز الإنسان ليصبح فعالاً في مجتمعه.

الشباب هم محور الاهتمام ومحور مسيرة التنمية، وعلى الجميع التكاتف والتعاون لتعزيز دور هذه الشريحة في إنجاح جميع الاستراتيجيات التنموية المستقبلية، ودور الإعلام هنا لا يتوقف على نشر أخبارهم فقط، بل أكثر من ذلك، فالإعلام شريك لهذه الفئة كذلك، لنشر مشكلاتهم وإيصال أصواتهم إلى الجهات المعنية، ومساعدتهم على إيجاد الحلول الضرورية لإنجاح مشروعاتهم حتى يصبح لها وزنها في معادلة الاقتصاد، ويكون لها القدرة على مواكبة أهداف وتوجهات الدولة التي تسعى إلى تعزيز مساهمة قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد بنسبة 70%.

حسب بيانات رسمية، فإن الشركات الصغيرة والمتوسطة في دبي تشكل نحو 95% من إجمالي الشركات، وتسهم بنسبة 40% في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة. وقد شهد هذا القطاع على مستوى الإمارة والدولة ككل ما لا يقل عن 16 مبادرة حتى الآن لدعمه، لكن تبقى مبادرات الإعلام هي الأقوى من حيث إيصال المعلومات والأخبار عن كل مبادرات وبرامج الدعم التي تتبناها مختلف الجهات للشباب المعني من جهة، ونشر قصصهم ودعمهم من جهة أخرى، ولذلك أشيد بمبادرة «الطريق إلى الريادة»، وأتمنى تعميمها على مختلف المنابر والمنصات الإعلامية وعلى مدار السنة ( ليس لمدة شهر واحد فقط)، حتى تأخذ هذه الفئة من الشباب حقها من الاهتمام، وإتاحة الفرصة لهم لتوسيع انتشار مشروعاتهم وأفكارهم الريادية بين أفراد المجتمع، وتعزيز مساهمة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي، فضلاً عن دعم استراتيجيات الدولة لتأسيس بيئة استثمارية مستدامة. لا شيء أفضل في ذلك من الإعلام بعد التعليم، فالإعلام والتعليم كلاهما وسيلتان لزرع ما نريد من قيم في نفوس الأفراد، وبهما يمكن أن نوجه المجتمع إمّا للأمام ونحو التقدم والازدهار، وإمّا للخلف من خلال زرع مبادئ هدّامة لتدمير قيمه. الإعلام أصبح أقوى سلطة في عصرنا الحالي، مع انتشار منصات التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي، فأصبح مطلوباً إيجاد حلول وسبل لتسخيره في بناء المجتمعات، وترسيخ قيمها ومبادئها ودعم مسيرة التنمية الاقتصادية التي تشهدها. في الدولة تم إدراك ذلك مبكراً، وتم وضع قوانين واستحداث قنوات لتنظيم المحتوى الإعلامي، وإنشاء محتوى بناء يتماشى مع رؤية المستقبل، ومن تلك القنوات نذكر منصة «دبي بوست» التي تركّز في محتواها على الأحداث والموضوعات والقضايا التي تبرز قيم الأمل والإبداع والإنجاز في الدولة، وتروّج المنتج الحضاري والمعرفي لإمارة دبي، كمشروع إعلامي يستهدف الشباب برؤية مستقبلية. ومن هذا الباب، ندعو القائمين على هذه المنصة، إلى إعطاء عناية تامة لرواد الأعمال المحليين وأصحاب المشروعات في كل المجالات الاقتصادية الأساسية مثل الصناعة والتجارة والأعمال المهنية، وغيرها من القطاعات للتعريف بهم، ولا ننسى القطاع العقاري كذلك، ونشر تجارب رواد أعمال في المجال العقاري، على أن تكون هذه الخطوة المقبلة للتركيز على الجوانب المضيئة للقطاع، للمساهمة في تنشيطه باعتباره أحد القطاعات المهمة في الاقتصاد المحلي.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر