ملح وسكر

مقاعدنا «الآسيوية»

يوسف الأحمد

لم تأت من فراغ توصية لجنة المحترفين في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، التي رفعتها للمكتب التنفيذي حول تقليص عدد مقاعد دولة الإمارات في دوري أبطال آسيا إلى مقعد واحد مباشر، ونصفين من خلال الملحق، ليتحول بالتالي المقعد المسحوب إلى دولة أخرى ترى فيها اللجنة الأحقية والأهلية للحصول عليه، ومما لا شك فيه أن التوصية جاءت نتيجة تراكمات وتقييم لمشاركات سابقة، عطفاً على قائمة الأرقام والنتائج التي سجلتها فرقنا في مسيرتها الآسيوية، وما تخللها من إخفاق وفشل في تحسين وترقية مواقعها، طوال مشاركاتها في النسخ الماضية.

وفي مجمل هذه المشاركات المحصلة سيئة، نظراً إلى حضورٍ ضعيف، ومردود دون الطموح بقي حبيساً يصارع مكانه في دائرةٍ مغلقة، من دون أن يجد له منفذاً للهروب والتحرر، ثم التحليق إلى مستوىً أعلى يُزيل ويُغير من ألوان تلك الصورة القاتمة.

ولعل التذبذب الآسيوي، في العقدين المنصرمين، وتقوقع فرقنا في منطقة الظل دون أن تلعب دوراً رئيساً في محيط المنافسة من البطولة، دفعا بالمسؤولين في الاتحاد القاري إلى سحب أحد مقاعدنا ومنحه كمكافأة لدولة أخرى، بعدما تطورت مستويات تلك الفرق وبات لها شأن ووجود قوي، عمل على تحويلها إلى لاعب مؤثر على صعيدَي المستوى والأداء في المسابقة، ما أسهم في تسليط الضوء عليها ومنحها الأولوية والاهتمام، بعد أن سحبت البساط من تحت الآخرين، كاسرةً الحواجز والقيود ومنطلقةً بخطى واثقة إلى أفق النجاح والتميز، كونها تعاملت بصدقية مع الاحتراف، وجعلته هدفاً بمفهومه الصحيح ومضمونه السليم، فلم يكن ورقاً وأحلاماً وإنما عمل متكامل وجهد حقيقي بدأت حصد ثماره الآن، ما خلق لها وضعاً مغايراً عما كانت عليه في ما سبق من أعوام.

لذلك فإن القرار كان متوقعاً، ولو ظل الوضع على ما هو عليه لربما سيكون الفاقد أكبر مع تقادم الأيام، فقياساً على مخرجات السنين الماضية، بقيت مشاركة أنديتنا شرفية من دون دوافع، أو استشعار جاد يعمل على تحريك ذاك الجمود، ويدفع بها قليلاً إلى الأمام، إذا لم يطرأ أي تحسن على صعيد المراكز أو المكاسب، بل صارت رحلتها الآسيوية كرحلتَي الشتاء والصيف، تسير وتعود من الاتجاه نفسه من دون تغيير، رغم ما تحظى به من دعم ورعاية يكفلان لها النجاح وتقديم ما هو أفضل، مقارنة بفرق أخرى تُصارع اليأس لقهر المستحيل!

• قياساً على مخرجات السنين الماضية، بقيت مشاركة أنديتنا شرفية.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر