خارج الصندوق

المحتوى العقاري عبر منصات «التواصل».. إلى أين؟

إسماعيل الحمادي

لا يختلف اثنان اليوم على كثرة انتشار المحتوى العقاري التسويقي من مختلف الشركات العاملة في القطاع العقاري من مطورين ومعلنين وأصحاب شركات الوساطة العقارية. ومع تشعب وتعدد منصات التواصل الاجتماعي، اشتدت المنافسة بين المسوقين، ما أثر في المحتوى العقاري، وحتى صيغ الإعلانات للمنتج العقاري الواحد، فأصبحنا نراها بصور مختلفة تجعل المتعامل في حيرة من أمره.

- «صناعة المحتوى العقاري لها فنياتها وأهدافها وتتطلب جهداً في البحث والتقصي والدراسة».

سواء تعلق الأمر بالمحتوى العقاري العام أو بالمحتوى التسويقي، هناك نوع من التضارب في المعلومات العقارية المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص، ونعرف جيّداً أن المعلومة المغلوطة هي أكبر خطر يواجه العالم في عصرنا الحالي. والمعلومة العقارية المغلوطة يعادل تأثيرها أو يصبح أشدّ خطراً من حجم أزمة مالية تضرب السوق.

شركات وأشخاص يتجهون بشكل يومي لتسويق محتوى عقاري مختلف ومتنوع، سواء في مجال التسويق العقاري المباشر (الإعلانات) أو غير المباشر الذي يشمل مجموعة الآراء والنصائح والاستشارات والأفكار العقارية، ويحتار المتابع في اختيار المعلومة الصحيحة، فيدخل في مقارنات لا حول ولا قوة له بها، ماذا يعتمد وإلى من يلجأ؟

ليس هذا الأمر فحسب، بل نقطة التعجب عندما تجد مجموعة صناع محتوى، من باب المنافسة، يقدمون أفكاراً ومعلومات في الموضوع نفسه، وربما في المنطقة ذاتها والمشروع والعقار نفسهما، لكن باتجاهات مختلفة، قد تسهم في إخراج المعلومة عن إطارها الصحيح، لاسيما في مجال شراء وبيع العقارات ومعلومات السوق العقارية، وقد تجد آلاف النصائح والمعلومات لا علاقة لها بالسوق والواقع!

هذا الأمر لم أجد له تفسيراً مقنعاً إلا استنتاجاً واحداً، وهو أن بعض صناع المحتوى العقاري ليسوا على دراية تامة بقاعدة العرض والطلب التي يرتكز عليها القطاع العقاري، وليسوا على إلمام شامل بالعقارات الموجودة في السوق، ما يتسبب في كثرة انتشار المعلومات المغلوطة، وعدم تنظيمها، وتضاربها، عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهذا له تأثير سلبي على شفافية السوق العقارية وسمعتها.

صناعة المحتوى العقاري لها فنياتها وأهدافها، وتتطلب جهداً في البحث والتقصي والدراسة، حتى يتمكن صانعها من تقديم معلومة صحيحة، يمكن اعتمادها كمرجعية يستند عليها الباحثون في ما بعد، معلومة بإمكانها تعزيز الثقافة العقارية لدى الأشخاص، فالمسألة تتخطى حدّ الشهرة، المسألة مسألة وعي. كصانع محتوى عقاري يجب أن تكون واعياً بما تصنعه، حتى تسهم في نشر الوعي العقاري لدى الآخرين بطريقة سليمة لا تضرهم أو تضر السوق.

مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً من حياتنا، ومطلباً من متطلبات النقلة الرقمية التي حققها القطاع العقاري، لكن ما نبحث عنه هو خلق محتوى عقاري إبداعي، يخدم السوق والمتعامل، للحفاظ على مكتسبات القطاع، وتحقيق الأفضل في المستقبل.

للأسف نرى أن هوس النشر وحصد الإعجاب والانتشار جاء على حساب المحتوى العقاري الهادف، الذي يضيف إلى السوق قيمة، ويعطي للمنتج العقاري ثقلاً. هناك جوانب ومشروعات لها حجمها ومكانتها في معادلة القطاع العقاري، وتحتاج إلى محتوى عقاري صحيح يبرز أهميتها.

باختصار، المحتوى العقاري الإبداعي هو المحتوى الذي يقدم حلولاً صحيحة لمشكلات المتعاملين، ومواكب للأحداث والمستجدات العقارية بالمنطقة، وهو المحتوى الذي يتيح فهماً أكبر للسوق، ويزرع ثقة بالعقارات والمشروعات المتوافرة، فيصبح مثل رابط الوصل بين المتعاملين والقطاع.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر