كـل يــوم

متبرع إماراتي يزيح الهم والألم عن 14 طفلاً

سامي الريامي

سارع متبرع من أهل الخير الإماراتيين إلى التبرع بمبلغ سبعة ملايين، و910 آلاف درهم، وذلك في الساعات الأولى من يوم الإعلان عن مبادرة «تبرعكم حياة» الإنسانية، وهذا يعتبر أسرع تفاعل واستجابة لهذا العمل الخيري، الذي يهدف إلى توفير علاج وزراعة كلى لـ38 مريضاً من مختلف الأعمار، أطفالاً وكباراً، يعانون الفشل الكلوي، ويحتاجون إلى 22.6 مليون درهم.

هذا المتبرع دفع هذا المبلغ لتغطية تكاليف علاج وزراعة الكلى لـ14 طفلاً من المشمولين بالمبادرة، وذلك بعد أن تابعت حالتهم جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، وهو بهذا الفعل أنقذ هؤلاء الأطفال من ألم يومي لا يحتمل، وأهداهم أملاً جديداً كي يعيشوا حياة طبيعية، حياة طفولية يستمتعون فيها باللعب والأكل. لقد أزال هماً وحزناً كبيرين عن كاهل ذويهم، فمريض الفشل الكلوي لا يتعذب ويشعر بالألم بمفرده، بل يشعر بألمه ويشاركه همه جميع من حوله!

إنها معاناة حقيقية يشعر بها كل مصاب بمرض مزمن في الكلى، وهم غالباً يحتاجون في مرحلة ما إلى إجراء غسيل للكلى، أو القيام بعملية زراعة كلى جديدة، وذلك بسبب تدهور وظائف الكلى لديهم تدريجياً.

ويتحتم على بعض المرضى البدء بغسيل الكلى حتى قبل بدء أعراض الفشل الكلوي بالظهور عليهم، مثل الغثيان والتقيؤ والإرهاق، وتورم ظاهر في مختلف مناطق الجسم، ويتم اتخاذ هذا القرار عادة عندما تُظهر نتائج الفحوص وجود فضلات ومواد سامة بنسب مرتفعة في الدم.

أما متى عليهم البدء بغسيل الكلى، فهذا يعتمد على مجموعة عوامل، تشمل: العمر، ومستوى الطاقة، والصحة العامة، ولكن ورغم أن عملية غسيل الكلى تسهم في تحسن الصحة العامة، إلا أنها متعبة، وتستغرق الكثير من الوقت، حيث يضطر المريض للذهاب إلى المستشفى، وبشكل يومي، قبل موعد الغسيل بساعتين، ثم يبدأ عملية الغسيل لمدة تصل إلى أربع ساعات، بعدها يرتاح في المستشفى ساعة أو أكثر، ثم يغادر، بعد أن يكون قضى معظم وقته في المستشفى، ليعود في اليوم التالي لتكرار الإجراءات نفسها، وبذلك تكون حياته فقط بين المستشفى والمنزل، إنه بالفعل أمر صعب ومتعب!

فرحة مريض الكلى بالحصول على علاج وزراعة كلى لا تضاهيها فرحة، ولن يعرف حجمها أحد، فهي تفوق الوصف، لذلك نعجز جميعاً عن تقدير وشكر واحترام هذا المتبرع الإماراتي، صاحب القلب الطيب، واليد البيضاء، على فعله الإنساني الكبير، وعلى تفاعله وتجاوبه وشعوره الصادق بمعاناة هذه الشريحة، وهؤلاء الأطفال، ونتمنى أن تصل حملة «تبرعكم حياة» إلى هدفها في توفير بقية المبلغ، لعلاج بقية الحالات. هذه الحملة التي أطلقتها صحيفة «الإمارات اليوم»، بالتعاون مع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، وجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، لا تهدف إلا لرفع المعاناة عن 38 مريضاً يعانون الفشل الكلوي، وتعطيهم أملاً بحياة طبيعية بين أهلهم، دون معاناة يومية!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر