كـل يــوم

رمضان هذا العام ليس كغيره.. والالتزام هو المطلوب

سامي الريامي

رمضان هذا العام ليس كرمضان العام الماضي، فبالتأكيد نحن اليوم في وضع أفضل، والمجتمع أصبح في حالة أقوى وأفضل، بفضل تلقي أعداد كبيرة من الجمهور اللقاح المضاد للفيروس، ولكن علينا ألا ننسى أن الفيروس مازال موجوداً، لم يختف، ولم يُقضَ عليه، فهو مازال قادراً على الانتشار والانتقال بسرعة من شخص إلى آخر، كما أنه مازال قادراً على إدخال المرضى إلى غرف العناية المركزة، وعلينا ألا ننسى أن العالم من حولنا يعاني أوضاعاً أكثر سوءاً، لذا لابد من الحذر، والحرص والاهتمام، والالتزام بالتعليمات والإجراءات الخاصة بقدوم شهر رمضان، حتى تواصل الدولة نجاحاتها في مكافحة هذا الفيروس.

الجهات المختصة في الدولة تراقب الوضع لحظة بلحظة، وهي أدرى وأفهم وأحرص منا في كل إجراء أو قرار تقره، ولذلك لاحظ الجميع أن البروتوكولات الوقائية الخاصة بشهر رمضان هذا العام مختلفة تماماً عن العام السابق، وفيها كثير من التسهيل على أفراد المجتمع، فلا حظر هذا العام، ولا أصوات المنبهات التي تحذّر من قُرب دخول فترة الحظر الكامل، ولا يوجد منع كامل للصلاة في المساجد، أو صلاة التراويح، ولا تقييد كامل على المطاعم، لكن ذلك لا يعني التهاون والاستهتار، بل يعني ضرورة الالتزام بالتعليمات الجديدة، وتعزيز القرارات الصادرة بخصوص إجراءات التباعد، ومنع التجمعات الكبيرة، والالتزام التام بجميع بروتوكولات شهر رمضان.

الإجراءات ليست صعبة، ولا هي معقدة أو مستحيلة، فهي بسيطة جداً، لكنها ذات أثر كبير في تقليل أعداد المصابين بالفيروس، ومكافحته، وتقليل انتشاره، وأول هذه التعليمات هو تجنب تجمعات المجالس في ليالي رمضان، والابتعاد عن الزيارات العائلية، فقد أثبتت التجارب السابقة أن التجمعات هي أكثر أسباب انتقال المرض، إضافة إلى ذلك علينا أن نتجنب هذا العام توزيع وتبادل الوجبات بين المنازل والأسر، في حين يمكن لأفراد العائلة الواحدة فقط، التي تسكن في المنزل نفسه، تناول الوجبات الجماعية.

وللعلم أيضاً، فإن قرار عدم السماح بإنشاء خيم الإفطار العائلي أو المؤسسي، أو في مكان عام لتناول وجبات جماعية، أو تقديم وتوزيع وجبات الإفطار أمام المنازل والمساجد، لا يعني منع الناس من فعل الخير، بل إن باب الخير مفتوح على مصراعيه لمن يرغب، ولكن من خلال التنسيق مع الجهات الخيرية، والتبرع وإخراج الصدقة والزكاة إلكترونياً، وهذا أفضل وأسهل وأضمن.

لقد بذلت الإمارات جهداً ضخماً خلال أشهر طويلة، ومنذ بداية انتشار الفيروس، وعلى جميع أفراد المجتمع الآن التعاون والتعاضد، لضمان استمرارية نجاحات الدولة في عمليات مكافحة الفيروس، وهذا التعاون لا يتطلب سوى الالتزام بالتعليمات الجديدة الخاصة بهذا الشهر الفضيل، فهل هذا صعب؟!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر