مساحة حرة

كنز اسمه «دبي ريست»

وليد الزرعوني

لا يخفى على أحد أن تطبيق «دبي ريست» يحظى باهتمام وتقدير بالغين من جانب أصحاب الصلة بالقطاع العقاري، سواء كانوا مشترين وبائعين، أو مؤجرين ومستأجرين، أو من الجهات العقارية الحكومية، والمطورين والوسطاء والمقيمين العقاريين أو المستثمرين من جميع أنحاء العالم.

ولم يأتِ هذا الاهتمام والتقدير من فراغ، بل لاعتبار التطبيق الفريد من نوعه كنزاً ينهل منه المهتمون بالقطاع، كونه أول منصة عقارية رقمية تنظيمية متقدمة في دبي، يوفر لهم كل ما يحتاجون إليه، إذ يتيح للمستثمر اتخاذ قرارات الاستثمار العقاري بطريقة ذاتية عبر مجموعة متكاملة من الإجراءات الرقمية ودون مستندات ورقية، كما تلبي احتياجات الملاك، إذ يعينهم على إجراء كل معاملاتهم من غير الحضور إلى مقر الجهة الحكومية المنظمة، أو مراكز الخدمة، أو حتى القدوم لدبي إذا كانوا من خارجها.

وفي تقديري، يعد التطبيق أيقونة مبتكرة لدائرة الأراضي والأملاك في دبي، تخطت به حدود الزمان والمكان، لاسيما أنه متاح على مدار الساعة وكل أيام الأسبوع 24/‏‏‏‏7 من أي مكان في العالم، ويمكن التعامل من خلاله دون الحاجة إلى تواجد الأطراف داخل الدولة، ما يعزز مكانة الإمارة وجهة رائدة للاستثمارات العقارية.

ولا تقتصر أهمية تطبيق التصرف العقاري الذاتي «دبي ريست» على بيع وشراء العقارات، بل تسهيل الإجراءات المتعلقة بالقطاع العقاري بأكملها، بدءاً من البحث عن عقار وشرائه، أو استئجاره، مروراً بالتأثيث والتجهيز بتوصيل الخدمات، كما يسهل على المستخدمين البحث عن المشترين والبائعين والمؤجرين والمستأجرين، ويساعد كذلك الملاك سواء في دبي أو خارجها على تأجير عقاراتهم، كما يمكنهم من توصيل ودفع فواتير الكهرباء والمياه والإنترنت، وصولاً إلى إمكانية تأثيث عقاراتهم من خلال تخويل شركات الأثاث والديكور الوصول إلى الرسومات الهندسية، إضافة إلى إدارة الالتزامات المالية للعقار مع جمعيات الملاك وحسابات الضمان للمشروعات قيد الإنجاز.

يتمتع التطبيق بالتكامل والشمولية، إذ إن نظامه لا يقتصر على تصديق العقود الإيجارية أو تجديدها فقط، وإنما أسهم في تكوين منصة ذكية آمنة للمراسلات بين الأطراف الإيجارية، وفتح قنوات تواصل بين المالك في ما يتعلق بالصيانة والتقاضي، أو إبلاغ المالك أو من ينوب عنه بعدم التجديد، وهو ما يخفض عدد المنازعات الإيجارية، إضافة إلى عملية الربط بين الأطراف الإيجارية المختلفة.

ومن خلال التطبيق، يستطيع المالك أو المستأجر رفع دعوى إيجارية عبر تسجيل بياناته الأساسية والموضوع محل النزاع، كما أصبح بإمكانه مراسلة المالك، أو النائب عنه من شركات إدارة العقار، للإبلاغ عن مشكلات تتعلق بالصيانة عبر رسالة نصية قصيرة. كما يتيح التطبيق إمكانية التحقق من الوسطاء المرخصين ومكاتب التقييم العقاري، واختيار الوسيط الجيد من خلال نظام النجوم وعدد معاملاته، ويستطيع جميع المتعاملين والمستثمرين الاطلاع على تصنيف الوسطاء، إذ يتم تصنيف مكاتب التقييم العقاري بحسب الفئات الذهبية والفضية والبرونزية والعامة، ويعتمد التصنيف على أربعة معايير رئيسة و10 معايير فرعية، أما تصنيف المقيمين العقاريين العاملين في هذه المكاتب، فتم وفق فئة «خمسة نجوم»، بناء على أربعة معايير رئيسة وتسعة فرعية. يحرص التطبيق بشكل مستمر على تحديث وتطوير نفسه، ومن بين عمليات التطوير الأخيرة إضافة القائمة الخضراء في أغسطس الماضي، للربط المباشر بين الملاك وشركائهم في السوق. تتخطى أهمية التطبيق كونه سوقاً رقمية للعقارات فقط، إلى نجاحه في تعزيز قدرات دبي في تغيير المفاهيم وإلغاء القيود التقليدية عبر تحرير سوق العقار من القيود الإجرائية، بالاعتماد على منظومة عمل عقاري رقمية تعد من الأكثر تطوراً عالمياً، ما يرسخ مكانتها في أوساط الجهات العقارية الدولية، والارتقاء بها لأعلى مراتب التنافسية العالمية في مجال ممارسة الأعمال.

رئيس مجلس إدارة شركة «دبليو كابيتال» للوساطة العقارية

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر