رأي رياضي

استديوهات البرامج الرياضية

حسين الشيباني

لعل أكثر المناطق اشتباكاً في الطرح والحديث هي استديوهات البرامج الرياضية، لا سيما المشهد الكروي الذي اتسعت فيه نوافذ التحليل والمتابعة المغلوبة بالميول أحياناً.

هذه النوافذ التي تضم بعض القنوات المسموعة والمرئية مشكلتها أنها تكاد تنظر إلى الإعلام على أنه إثارة لا غير! لذلك أخذ يعلو فيها صوت الهمز واللمز والصراخ وتتغير الآراء بين ليلة وضحاها عند «بعض» المحللين، ونجد أن بعض البرامج الرياضية تضع علامتها التجارية فوق كل اعتبار وتبحث عن جذب أكثر عدد من المشاهدين باستضافة أو طرح قضايا تمس الأندية أو اللاعبين أو المدربين قد تكون هامشية، وبالتالي يصبح بعضها سبباً للمشاجرات والتعصب، والمتابع الدائم للبرامج الرياضية يرى أنها باتت تشبه «صراع الديكة»، وبعض البرامج باتت للتسلية والضحك لا للاستفادة الحقيقية «المخرج عاوز كده».. «للعلم هناك البرامج المفيدة منها وليس الجميع».

لا شك أن برامج التحليل الفني للمباريات تُعد واحدة من بوادر تطوير مجال كرة القدم بشكل خاص، خصوصاً إذا كان الهدف من التحليل الفني في هذه البرامج تصويب نقاط الضعف واستثمار نقاط القوة، وأصبحت هذه البرامج التحليلية القائمة على المشاركة الحوارية من قبل الخبراء والأكاديميين والإعلاميين واللاعبين والضالعين في أمور كرة القدم عملاً مكملاً لعمل المدربين والقادة الميدانيين في هذا المجال، وفيها الكثير من الدروس والعبر لمحبي كرة القدم ولمقدمي البرامج.

بعض المحللين - سبحان مغير الأحوال بين كل جولة وأخرى - تارة يثنون على مدرب متصدر ومنافس في الجولات السابقة وبمجرد فقد الصدارة تتغير آراؤهم 180 درجة، وبات هذا المدرب ليس لديه تكتيك ولا استراتيجية لعب والصدارة كانت بسبب جودة اللاعبين وليس المدرب، وبالأمس القريب كان الثناء على المدرب وتكتيكه، وتجد رأياً آخر عن مدرب كان متصدراً لـ14 جولة وكانوا يطالبون باستمراره والتجديد له، وبمجرد تراجع الفريق للمركز الثالث يطالب بعض المحللين بإقالته، ويصفونه بأنه ليس لديه القدرة على إدارة الفريق، ونسوا أن هذا المدرب حقق بطولتين للفريق في غضون سنتين (الدوري والسوبر). بدلاً من أن يتطرقوا إلى أسباب التراجع نراهم يتسرعون في الحكم على تراجع نتائج الفريق.

هناك تساؤلات عدة مفادها: هل تطور التحليل الفني في قنواتنا الرياضية؟ وهل وصل هذا التحليل الفني الي المستوى الذي يجب أن يكون عليه؟ وهل لعب دوراً إيجابياً في تقدم المستوى الرياضي؟ وهل استفاد التحليل الفني لدينا من كثرة وجود القنوات الرياضية المتخصصة؟ ولغة الخطاب ومستوى الطرح هل يرتقيان لذوق المشاهد؟

إذا أرادت القنوات الرياضية أن تقدم برامج تحليل فني عليها أن تستقطب المحللين الأكفاء المؤهلين، لأن المشاهد الآن يمتلك المعرفة التي تجعله كيف يختار بين من يقدم له الفائدة ومن يقدم له إثارة من أجل الإثارة فقط. ضعف مستوى بعض المحللين الفنيين، يثبت أنه يوجد لدينا ما يمكن أن نطلق عليه «برامج تحليل فني من دون تحليل».

• برامج التحليل الفني للمباريات تُعد واحدة من بوادر تطوير مجال كرة القدم.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر