5 دقائق

القيادة الإيجابية

الدكتور علاء جراد

أعتقد أن عِلمَي الإدارة والنفس من أكثر العلوم تأثيراً في حياتنا بشكل مباشر وملموس، كل يوم، وربما كل دقيقة، فالإدارة الناجحة تؤتي ثمارها في نجاح الأعمال، وتحقيق أهداف المؤسسات، وتسعد الموظفين، وتخلق فرص عمل جديدة من خلال التوسع والانتشار، والإدارة الناجحة تنبثق من القيادة الناجحة والمؤثرة، ولا يمكن للقادة أن ينجحوا من دون أن يكون لديهم فهم عميق لعلم النفس.

وفي رأيي أن كل قائد أو مدير يجب أن يجتاز برنامجاً تعليمياً مكثفاً في علم النفس قبل أن يتم ترقيته ليدير فريقاً من البشر، فكيف يمكن أن ينجح شخص في قيادة أشخاص آخرين من دون أن يفهم ويستوعب جيداً كيف يفكرون ويشعرون ويتصرفون، وما سماتهم ودوافعهم وقناعاتهم.

وقد كثر الحديث عن نوع من أنواع القيادة، وهو القيادة الإيجابية، التي تنبثق من علم النفس الإيجابي الذي كان الرافد للممارسات والدراسات التي تندرج تحت مصطلح السعادة.

يمكن ببساطة القول إن الفرق بين القيادة الإيجابية والسلبية بسيط، فالقيادة الإيجابية تشجع الناس وتمكنهم وتنشطهم، في حين أن القيادة السلبية تستنزفهم وتثبط عزيمتهم وتحبطهم.

القيادة الإيجابية تتعلق بأساليب القيادة وتقنياتها وسلوكياتها التي تتسم بأنها إيجابية، متفائلة، متفهمة ودامجة. لكي يكون القائد إيجابياً هناك بعض المهارات والسمات المهمة التي يمكنك تطويرها أو تحسينها، ومن هذه السمات أن يكون له تأثير ايجابي، ولديه تركيز كامل، لديه أمل وكذلك القدرة على منح الأمل لمن يعملون معه، ثم لابد أن يتسم بالثقة التبادلية، فهو يثق بفريقه ويثق به الفريق، ويتسم باحترام الذات والكفاءة، والأهم هو فهم الذات والاستقرار العاطفي.

يمكنك بسهولة تحديد ما إذا كان سلوك القائد إيجابياً أو سلبياً أو محايداً من خلال طرح ثلاثة أسئلة، هي: هل يشجع أو يثبط العاملين معه؟ هل يقويهم ويمكنهم أو يحبطهم؟ هل ينشطهم أو يستنزفهم؟ إذا كانت الإجابة هي الأولى، أي التشجيع والتمكين والتنشيط، فهو قائد إيجابي، إذا كان الجواب هو الأخير، تثبيط العزيمة وإضعاف المعنويات والاستنزاف، فهو قائد سلبي.

على سبيل المثال، القائد الإيجابي سيستجيب لخطأ نادر من موظفه الأكثر إنتاجية باهتمام وتعاطف بدلاً من الإدانة، سيفهم أننا جميعاً بشر، وأن كل واحد منا سيرتكب خطأ في مرحلة ما، سيفهم القائد الإيجابي الفعال أيضاً أن من المحتمل أن يكون هناك سبب وراء الخطأ، وسيتحدث إلى الموظف لمعرفة ما إذا كان يعاني من مشكلة غير واضحة.

بعد قراءة مستفيضة في هذا الموضوع، وجدت أن القائد الحقيقي يفعل كل ما هو إيجابي، لكن ربما للظروف الصعبة التي يمر بها البشر كافة على كوكبنا، زاد الاهتمام بالإيجابية بشكل عام وليس في عالم الإدارة، فجميعنا بحاجة إلى من يحنو علينا وأن نحنو على بعضنا.

• القائد الحقيقي يفعل كل ما هو إيجابي، لكن ربما للظروف الصعبة التي يمر بها البشر كافة على كوكبنا، زاد الاهتمام بالإيجابية بشكل عام وليس في عالم الإدارة.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر