ملح وسكر

الشعور بالمسؤولية

يوسف الأحمد

الشعور بالمسؤولية لا يكون وليد اللحظة، ولا يُبنى باختلاق ردة فعلٍ عابرة، تكون بمثابة إشارةِ غمزٍ لجذب الانتباه، ورمي كرة اللوم والاتهام بعيداً عن خط التماس. فالمسؤولية هي إحساس والتزام صادق بتأدية المهام والأدوار، ضمن إطار المهنية والاحترافية المؤدية إلى تحقيق التطلعات والأهداف المنشودة، التي تأتي كاستحقاق يجب أن يُؤدى ويُنجز وفق المسببات والدواعي التي فرضته، واستدعت وجوده من خلال اتفاق بُني على مصلحة متبادلة بين طرفي العلاقة.

- الظهور المتدني والمتعالي أحياناً لبعض المحترفين أثار هواجس الظن والشك في محيط الجماهير والمتابعين.

الظهور المتدني والمتعالي أحياناً لبعض المحترفين أثار هواجس الظن والشك في محيط الجماهير والمتابعين، بسبب أن الأداء الجاد والفعال تحكمه عوامل الانضباط والقتال والتأثير داخل الملعب، وهو ما تلاشى حالياً من المشهد، مثل ما رصدته أعين المشاهدين. فمن خلال المتابعة لما مضى من جولات الدوري، فقد شهدت الساحة تراجعاً وهبوطاً ملموساً لأسماء خذلت جمهورها ومحبيها، حيث جاء ظهورها أخيراً شكلياً دون أثرٍ واضح في منظومة فرقها، بل أصبح دورها أقرب إلى الاستعراض والترويج المخادع، الذي أعاد فرضية الاستسلام واللعب بأقل مجهود، لحاجات وأغراض مجهولة، لكن رسائلها مفهومة، مثلما تحول حضورهم كذلك إلى سياحة وتجوال مع فرقهم المغلوبة على أمرها.

ولعل العديد من تلك الحالات قد أثار لغطاً واستفهاماً حول الانخفاض الملحوظ في مستوى الأداء والعطاء، مقارنةً بالفترات السابقة التي خرجت فيها متوهجةً، بل كانت شعلة نشاط ألهبت فيها الملاعب بالمتعةٍ والإثارة، لتأسر معها قلوب الجماهير التي كانت تنتظر تلك اللمسات والإبداعات، وتستمتع أيضاً بروعة الأداء والمهارة، التي انعكس مفعولها على نتائج ووضع فرقهم التنافسي، إلا أن تفسير ذلك الانحدار يرجع إلى سببين لا ثالث لهما، فإما أن تكون المغريات المندسة دافعاً لفتح شهية أولئك، ورغبةً في المساومة على أرقامهم الحالية، ثم رفع أسهمهم في سوق اللاعبين، أو أن للتدخلات المحيطة دوراً خفياً لتدبير أمر للإزاحة، لجلب من يروق له المزاج، ثم اللعب والقفز بين الحبلين، لذا فإنه ليس من الأمانة والمسؤولية أن يتجرد البعض من تلك الأخلاقيات، ويبصق في الإناء الذي تعافى وسمِن منه، خصوصاً عندما يتداعى المنافسون من الخلف، ويضيق الخناق حول الرقاب، ليظهر الشامت والمتربص، ويضرب من خلف الأسوار، إما تشفياً أو تصفيةً لحسابٍ قديم!

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر