رأي رياضي

تقييم الاحتراف

حسين الشيباني

أعتقد أن ما تم تطبيقه من منظومة الاحتراف في بعض الدوريات الخليجية وإلزام الاتحادات الوطنية بها من قبل الاتحاد الآسيوي كان بشكل خاطئ ومتسرع، إذ كان يجب علينا أن نمشي خطوة خطوة لصناعة لاعب محترف على أسس صحيحة، خصوصاً أن الانتقال من الهواية إلى الاحتراف يحتاج إلى بناء بشكل صحيح وعلى أسس سليمة من جانب فني للاعب والفريق، ومن جانب إداري للاعب والفريق، وفي النهاية اللاعب يجب أن يعيش في بيئة صحية ومحترفة. ولا أريد أن أتطرق إلى كلمة الاحتراف لأنها دائماً ما تبعدنا عن الواقع.

- معظم لاعبينا يحتاجون إلى تثقيف وتغيير عقليتهم بشكل كامل من الهواية إلى الاحتراف.

كلمة الاحتراف تعني التطبيق الصحيح والمكتمل، ونحن لم نصل إلى هذه المرحلة، والإدارة المحترفة تبدأ وتنضج كما هي في أوروبا واليابان، لذا يجب أن تبدأ بالشكل الصحيح. ونحن في دول الخليج لم نبدأ بهذا الشكل وتم صرف الأموال بشكل كبير، ما أثر على نضج هذه المنظومة سواء على مستوى رواتب اللاعبين وتحديد السقف. وبعد سنوات على تطبيق الاحتراف في بعض دول الخليج بدأنا نرى السلبيات، وأعتقد أن الاتحاد الآسيوي أغرى الاتحادات المحلية بدوري الأبطال وأوجد المنظومة الاحترافية بحكم استقطاب كل الدوريات الآسيوية إليها.

الأمر يحتاج من الاتحاد الآسيوي إلى إعادة بناء هذه المنظومة على قواعد صحيحة وبأكثر دقة وإعادة تفسيره بشكل واضح للرأي العام والاتحادات الوطنية، خصوصاً ما يتعلق بتفرغ اللاعب لمهنة «الاحتراف».

وتفسير الاحتراف هو أن تصبح كرة القدم وظيفة اللاعب الرسمية، ويحصل على راتب ثابت ويلتزم بسلوك احترافي ووضع ضوابط إدارية للاعب، والتزام وتفرغ بالكامل لنشاطه الكروي.

ومعظم لاعبينا يحتاجون الى تثقيف وتغيير عقليتهم بشكل كامل من الهواية الى الاحتراف، وكان يجب أن تبدأ هذه الخطوة من الأجيال الصغيرة حتى يصل اللاعب إلى مرحلة الاحتراف الجاهز 100% لتغيير عقليته وتقبل متطلبات الاحتراف ويدرك مصلحته.

كان يجب علينا التفكير في موضوع الاحتراف من زاوية تحويل الأندية الى شركات أو كيان منفصل عن الدعم الحكومي حتى يكون هناك استمرارية وديمومة في الموارد المالية الذاتية. نناشد رئيس الهيئة العامة للرياضة وضع تشريعات وقواعد قانونية تنظم عمل الرياضة والاتحادات الأهلية ومنظومة الاحتراف، وقانون لرياضة الإمارات لأن الاحتراف الكروي استنزف مليارات الدراهم على مدى 13 سنة ماضية. وإجراء تقييم على نظام الاحتراف ومدى تحقيق الأهداف المرجوة من نظام الاحتراف، ولأن لكل نظام هناك تقييم سنوي في جميع المؤسسات الرياضية وغير الرياضية. والسؤال موجّه للمسؤولين عن منظومة الاحتراف: هل تم تقييم نظام الاحتراف بعد 13 سنة احتراف؟!

الاحتراف عندنا مثل الكتاب غلافه «احتراف» ومحتواه «هواية».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر