رأي رياضي

البرازيل تتنفس كرة القدم

حسين الشيباني

كرة القدم في البرازيل ليست مجرد رياضة أو تسلية، بل هي رافعة أساسية لتحقيق التنمية، والأكثر من ذلك، أن كرة القدم بلغت في بلاد «السامبا» درجات جعلتها أقرب إلى الأوكسجين الذي يتنفسه أفراد المجتمع كافة.

لا عجب أن تتنفس البرازيل عشق كرة القدم، فهي رياضة يحرص الكبير والصغير على مزاولتها في الشواطئ، كما في الساحات العمومية، وفي الشوارع، وحتى أسطح العمارات. عشق الساحرة المستديرة يتقاسمه في شوارع هذا البلد الباعة المتجولون، والتلاميذ، والعمال، وسائقو سيارات الأجرة، وهم يرتدون قميص «السيليساو».

لا يختلف اثنان بشأن الشعبية الكبيرة لكرة القدم في البرازيل، خصوصاً بين أوساط الشباب، ذكوراً وإناثاً. في هذا البلد، الأندية ملك للشركات، وهي أندية استثمارية خاصة، تعمل على بيع المواهب الكروية، وتصديرها إلى الخارج، خصوصاً إلى القارة الأوروبية، ولهذا فالبرازيل أكبر دولة تصدر اللاعبين للدوريات العالمية.

لكن يختلف الوضع عندنا، لأن كرة القدم تظل مجرد لعبة وتسلية، ولها متابعون قلة، ولا تعد رافعة أساسية لتحقيق التنمية.

في المقابل، يتكبد معظم الأندية الإماراتية خسائر بالملايين كل عام، بسبب المبالغة في إبرام الصفقات، شتاءً وصيفاً، وهذا بخلاف الهدر نتيجة تكدّس دكة البدلاء، فضلاً عن استبدال اللاعبين، لاسيما الأجانب، في منتصف الموسم، وأجانب آخرين غير مقيدين في قائمة الفريق في سجلات اتحاد الكرة، وهم على ذمة خزائن النادي، التي تكبد الميزانيات خسائر طائلة وتعويضات مالية.

هذا سببه عدم اتباع طرق احترافية من الأساس في التعاقد مع اللاعبين، وتحديد المراكز المراد تدعيمها بشكل دقيق. الصرف المبالغ فيه لا يوازي المردود الفني الذي تقدمه الأندية في الدوري المحلي، وفي المشاركات الخارجية.

ليس هناك عائد يواكب هذا الصرف، سواء مالياً أم فنياً، وهذه مشكلة بحد ذاتها. هناك هدر مالي كبير، ورواتب تصرف للاعبين مبالغ فيها. فإذا كان العرض الكروي في ملاعبنا غير شيق، وغير ممتع، فمن الصعب جذب رؤوس الأموال للاستثمار في دورينا، ومن الصعب أن تتحول الأندية إلى مؤسسات ربحية.

نحن مجتمع لا يتنفس كرة القدم، فلماذا المبالغة في الصرف ودفع رواتب خيالية؟!

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر