ملح وسكر

إشارة أمل

يوسف الأحمد

خرج الانطباع متبايناً بعد العودة الجديدة للهولندي مارفيك لقيادة الأبيض، وعقب أول مباراة ودية للمنتخب بثوبه الجديد أمام المنتخب العراقي. وشكلت المباراة أهمية كبيرة للوقوف عند مستوى وأداء العناصر التي ستكون نواة البناء الحديث لأبيضنا في الاستحقاق الرسمي المقبل لتصفيات كأس العالم 2022، وبطولة كأس آسيا 2023.

- لا يخفى على الجميع أن النهوض بعد فترة من الإخفاقات لن يكون بالأمر اليسير.

ومن الوهلة الأولى بدا الأبيض مفتقداً التجانس والانسجام بين أفراده، وكذلك فاعلية ونشاط بعض لاعبيه، قياساً بعطائهم في الدوري، بعد أن أتتهم الفرصة لتقديم نموذج مختلف في سد الفراغ، وتدعيم الصفوف بقالب نوعي يُثري ويُقوي ركائز المنتخب.

وعلى الرغم من أنه تجمع ولقاء أولي، هدفه قياس واختبار القدرات والرغبات الجادة التي ستبنى عليها خطط وبرامج العمل المقبلة، إلا أن القراءة الأولى أعطت إشارة أمل في عودة تدريجية للأبيض مع تقادم الأيام، لاسيما مع إطلالة الوجوه الجديدة، التي يأمل من خلالها الجهاز الفني بناء وتشكيل هوية مميزة، تكون مرتكزاً لانطلاقة طموحة، تتجاوز التحديات وتُعيد التمركز بين منتخبات القارة التي غردت بعيداً، وعمقت الفارق معنا بعد التراجع والتدهور الذي أصاب كرة الإمارات في السنوات الماضية.

ولعلنا ندرك أهمية هذه المرحلة التي تتطلب تضافر الجهود، وتآلف النوايا، ثم التسامي عن الخلاف والاختلاف في سبيل الوصول إلى أهدافنا المشتركة، التي لن ترى النور مع صراع الأصوات الساعي إلى ترجيح موقف أو تغليب رأي في فضاء متناحر فكرياً ولفظياً، كان له من الإسقاطات والانعكاسات المؤلمة الشيء الكثير، ما تسبب في شرخ وهدم جدار العلاقة، وأسهم في نسف مكتسبات تلك السنين بين عشيةٍ وضحاها.

التركيز هنا ينبغي أن يكون على المضمون والغاية التي يجب أن تتوحد الأصوات والأقلام حولها، مع الأخذ بعين الاعتبار المحدثات والمتغيرات التي لربما تأتي في اتجاهٍ مضاد لسفينة طموحاتنا المرحلية.

ولا يخفى على الجميع أن النهوض بعد فترة من الإخفاقات لن يكون بالأمر اليسير، كما يعتقد البعض، إذ سيعاني مارفيك ومن معه، كون العبء ليس فنياً فقط بقدر ما هو نفسي، حيث يتطلب عملاً وجهداً مبنياً على تنشيط هرمون الثقة أولاً، ثم تكريسه ذهنياً كي يستلهم منه أفراد المنتخب فاعليتهم وقوتهم التي ستمهد الطريق إلى تحقيق تلك التطلعات.

هو شعورٌ مترابطٌ بين عاملين لا ينفصلان، بل يكملان بعضهما، فإعادة الثقة والبناء الفني، ثم خلفهما الدعم الرسمي والاصطفاف الجماهيري الصادق، كفيلٌ بتقديم وجه مبشر لأبيض الإمارات مع تباشير 2021!

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر