ملح وسكر

صورة الكبار

يوسف الأحمد

بعد اقتراب المرحلة الأولى من دوري الخليج العربي على النهاية، قدمت الجولات الماضية صورة متباينة وباهتة أحياناً للفرق الـ14، التي دخلت غمار الموسم لغايات متنوّعة فيما بينها، بناءً على القدرات المتوافرة والمقومات التي حددت اتجاهها وأهدافها من المسابقة.

ولعل الأنظار قد اتجهت كالعادة نحو فرق المنافسة التي اعتادت على تقديم نفسها بصورة الكبار المختلفة عن أخواتها، التي يدور حراكها حول منطقة آمنة للابتعاد عن الخطر، أو تلك المجتهدة والمجدة لاستحواذ شيئاً من أضواء البطولة، من خلال أداء متميز، أو نتائج ملفتة تثري وتنعش بها وتيرة المنافسة، ما قد يسهم لاحقاً في رفع قيمتها التنافسية، وقد يقفز بها أيضاً في سُلم التصنيف الذي قد يضعها في خانة جديدة مختلفة عن تلك التي كانت عليه في السابق.

ومما لا شك فيه أن الظهور الذي خرجت عليه معظم الفرق قد جاء بناءً على معطيات منحتها أرضية مناسبة لقدراتها وإمكاناتها، التي تعتبر أساس الانطلاق ومفتاح الاحتكاك والمقارعة، لمشاركاتها التي انطلقت منها في مشوار الدوري. إلا أن حالة التراجع والانحدار التي أصابت البعض منها قد وضعت تساؤلاً واستغراباً في ملعبها، الأمر الذي استحضر التأويل والتحليل بفرضية تأثر الميزانيات بالمتغيّرات المحيطة بالساحة الاقتصادية، التي انعكست عندها في خانات الصرف والدفع وغيرهما، سواء كان ذلك بجلب الأجانب والمحترفين، أو حتى نوعية التعاقد مع الأجهزة الفنية، مقارنة بما كانت عليه في ما مضى من سنوات. فقد ظهر ذلك جلياً على العديد منها كتلك المتنافسة في محيط الصدارة، أو تلك المثابرة في منطقة المناورة، حيث تتضح صورة المعاناة والصراع الداخلي لها، من خلال تذبذب النتائج والسقطات المفاجئة بين الجولات التي تكالبت معها الظروف وقست عليها شيئاً ما، مثلما ربط البعض أحد الأسباب أيضاً بخاصية العطايا والحوافز التي أوقفت بعد أن فطن لها الآخر وأدرك، أخيراً، أنها غير مستحقة وتُعدّ تجاوزاً لأركان العقد القائم بين خدمة وأجر تؤكدان على حقوق وواجبات كل طرف، والمحددة بمعيار الأداء والنتائج للنادي مقابل الثواب للاعب الذي يأتي بصورة الراتب الشهري فقط دون نقصان أو زيادة، رغم أن البعض أجاز وشرع مكافأة الفوز من باب التحفيز والتشجيع، لكنها غير ملزمة للأندية، لأن اللاعب مطلوب منه العطاء الجاد لتحقيق الفوز، وعدا ذلك فهو التفاف على النظام وتكسب غير مشروع!

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر