ملح وسكر

الخطأ مرّتان

يوسف الأحمد

عودة الهولندي مارفيك لقيادة «الأبيض» جاءت بعد فترة من الانتظار، وتضارب الآراء حول هوية المرشح المناسب ليكون على رأس الجهاز الفني من أجل قيادة المنتخب لاستحقاقات المرحلة المقبلة.

ولعل إعادة المدرب بعد إزاحته قبل سنة قد فتحت باب الاستفهام والاستغراب من القرار، لأسباب قد يراها البعض من منظور العشوائية والاجتهاد المفتقر للرؤية الواضحة والتخطيط السليم في إدارة برامج والتزامات المنتخب الوطني، إضافة إلى اختلاف متطلبات كل مرحلة، وما تحتاجه من مقومات نوعية وقدرات تضعها في مسارها الصحيح.

الحديث هنا ليس لانتقاد اللجنة المسؤولة أو الأشخاص بقدر ما هي حالة تباينت فيها المواقف والقناعات، موضحة في الوقت نفسه خللاً ما في منهجية العمل المحددة لضوابط الاختيار ومعطياته المشخصة للوضع، والتي من خلالها يتم تحديد نوعية المدرب القادر على بناء المنظومة التي تؤطر بمهام ثم مخرجات النتائج المتوقعة لتحقيق الأهداف المنشودة.

ولا شك أن القبول من عدمه لن تتفق عليه جموع الساحة من النقاد والمتابعين وحتى الجماهير، لدواعٍ عدة يراها كل طرف من زاوية مختلفة بناءً على معتقداته ورؤيته الفنية، فهناك فئة مقتنعة بأن القرار يعد رجوعاً لصفحة تلونت بالتجاذبات والإشكالات التي قيل ما قيل فيها في تلك الفترة، بينما يراها الآخر أنها خطوة شجاعة لتصويب الأوضاع، بعد فترة من التدهور والتراجع الفني واعتراف بخطأ القرار السابق.

السيرة حافلة بالخبرات، والملف مفعم بالإنجازات، وقدوم المدرب جاء في ظرف بات فيه المنتخب بحاجة إلى من يعيد تخطيط ورسم ملامحه، لانتشاله من جديد، بعد أن افتقد بريقه، ووصل إلى مرحلة بائسة ومحبطة، لكن بغض النظر عن التنظير والتحليل الموضعي، فإن المرحلة الحالية معقودة عليها آمالٌ كبيرة، كونها تتطلب تكاتف الجهود، والتقاء الرؤى، في منحى واتجاهٍ تبتعد عنه المناكفات والتربصات، التي أوجدت خروجاً عن النص أحياناً، مثلما اخترقت أيضاً قواعد العلاقة بين أطراف اللعبة، ما أهدر عمل وجهود سنين طويلة.

مهما اختلفت تفسيرات العودة، إلا أن أهل الحي أدرى بفرجانه، كما يقال، فالوقت ليس محل اعتراض أو تهكم، مثل ما يتطلب أيضاً إغلاق ملف الماضي، والنظر برؤية مستشرفة من عين الأهمية والأولوية أولاً، ثم عين المصلحة ثانياً، إذ لابد أن تستنفر القوى وتُسخر العوامل لانطلاقة جديدة، فالمتبصر يتسامى عن الأخطاء والمواقف، بل يرتقي بفكره ليدرك الصواب، ومن يقرأ الماضي بطريقة خاطئة سيمضي إلى الحاضر والمستقبل كذلك، لذا فإن من السذاجة دفع ثمن الخطأ مرتين!

• مهما اختلفت تفسيرات العودة إلا أن أهل الحي أدرى بفرجانه.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر