5 دقائق

قبعات التفكير الـ 6

الدكتور علاء جراد

تعرّفت إلى مفهوم قبعات التفكير الست في عام 2000، وانبهرت كثيراً بالفكرة، وقد ساعدتني في فهم طرق التفكير المختلفة للأفراد وأنماط كل نوع، لكن في خضم الانشغال وعدم التركيز، ينسى الإنسان ما يتعلمه فيحتاج إلى إعادة تعلمه، وربما تعلم أنماط جديدة، وقد رأيت أن أسلط الضوء في مقال اليوم على نظرية القبعات الست، ومبتكرها، الدكتور إدوراد دي بونو، صاحب نظرية التفكير الجانبي والتفكير الإبداعي، وهو طبيب وعالم نفس وفيلسوف مالطي الجنسية، ويعمل مستشاراً للعديد من الحكومات والشركات الكبرى، مثل «إريسكون» و«كوكاكولا».

- يفيد تعلّم واستخدام أسلوب قبعات التفكير الست في المدارس، حيث يجب أن يتعلم التلاميذ طرق التفكير المختلفة، وأن يكون لديهم وعي ذاتي بطرق تفكيرهم وتفكير الآخرين.

استفاد «دي بونو» من دراسته الطبية حول المخ وأنماط التفكير، في صياغة نظريته الخالدة، حيث استخدم فكرة القبعات الملونة لتمييز طرق التفكير، وهي بالطبع ليست قبعات حقيقية، بل قبعات رمزية لقولبة التفكير أو المساعدة في فهم نمط التفكير.

فالقبعة البيضاء يمتاز صاحبها بالتفكير الحيادي القائم على الاستفسار ومحاولة الفهم للوصول للحقائق دون تحيز، مع التركيز على الأرقام والبيانات دون تحيز للآراء أو الأهواء.

أما القبعة الحمراء فترمز إلى التفكير العاطفي، نقيض النوع السابق، وهو نمط تفكير لا يصلح لبيئة العمل وينصح بالبعد عنه، لكنه موجود في كل بيئة عمل وفي حياتنا اليومية.

أما القبعة الثالثة فهي القبعة السوداء، وترمز إلى طريقة التفكير المتشائمة والسلبية، وقد يبدو صاحب القبعة منطقياً ويلجأ إلى الموضوعية في النقاش، لكن يغلب عليه الطابع السلبي الذي قد يكون مبنياً على تجارب سابقة.

والقبعة الرابعة هي القبعة الصفراء وترمز إلى التفكير الإيجابي، وهي عكس القبعة السوداء، وتعكس خليطاً من الشعور بالتفاؤل والإيجابية والرغبة في رؤية الأشياء تحدث والأهداف تتحقق.

القبعة الخامسة هي الخضراء، وترمز إلى التفكير الإبداعي، وهو المصطلح الذي صاغه دي بونو، حيث يشبه التفكير الإبداعي عملية نمو النبات من البذرة، أي الخروج من الأفكار القديمة إلى عالم جديد والاستعداد لتحمل المخاطر واستكشاف الجديد.

أما القبعة السادسة فهي الزرقاء وترمز إلى التفكير نفسه، فتعنى بتوجيه التفكير والتفكير الشمولي، مثل مساعدة الأفراد على ارتداء القبعات المناسبة في الأوقات المناسبة، وصاحب القبعة الزرقاء يرى ما لا يراه الآخرون، فهو بمثابة مخرج المسرحية، ولونها مأخوذ من زرقة السماء وشموليتها.

يفيد تعلّم واستخدام أسلوب قبعات التفكير الست في المدارس، حيث يجب أن يتعلم التلاميذ طرق التفكير المختلفة، وأن يكون لديهم وعي ذاتي بطرق تفكيرهم وتفكير الآخرين، كما تفيد بشدة في مجال الإعلام من أجل الحفاظ على الحيادية والموضوعية في تغطية الأحداث.

أتمنى تبنّي تلك النظرية في كل مدارسنا، وإلزام كل من يعمل في مجال الإعلام باجتياز اختبار في قبعات التفكير.

Alaa_Garad@

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.

تويتر