ملح وسكر

الدوري في جولتين

يوسف الأحمد

وسط غيابٍ جماهيري، انطلق دورينا منذ جولتين مضتا، أطل فيها وحيداً وغريباً بين مدرجاته، بعد أن فرضت «كورونا» حضورها، وألزمت الجميع الشاشات لمتابعة ومشاهدة فرقها وهي تلعب، بعيداً عن ضغط وشحن جمهور المدرجات المعتاد. فقد خرجت الجولات متأرجحة، وطغى عليها الحذر والتحفظ، خوفاً من عثرات البداية، لكن بعضها شهد حفلة أهداف، رغم التفاوت الفني، مثل ما افتقر الآخر منها للحماس والقتال. ولعل بعض النتائج الكبيرة قد شكل صدمةً وخيبةً لأصحابها الذين سقطوا ضحيةً لأخطاء فنية وقراءات قاصرة، تاهت بين خطوط المستطيل، حيث كشفت عن خللٍ في منظومة بعض الفرق التي ظهرت بشكل مهزوزٍ وضعيف، مسببةً لها حرجاً ولوماً بعد فترة استعدادٍ وتحضيرٍ لم تخل أيضاً من التصريح والعزف على وتر الوعود. فالمشاهدة الميدانية قدمت صورة قاتمة للبعض، وجرّت خلفها هزائم بأرقام نكراء، استهجنها المحايدون قبل المقربين. كما أن فلسفة التنظير التي بنت عليها الأجهزة الفنية خططها وتجهيزاتها، اصطدمت بواقعٍ مغاير، اختل معه ميزان القوى بفعل عوامل وأدوات سببت فارقاً بين أطراف المواجهة.

صحيح أن هناك متغيرات تأتي دون سابق إنذار، مثل إصابةٍ مفاجئة أو نقص بسبب حالةِ طرد، إلا أن ذلك لا يعفي الجهاز الفني من كيفية التعامل مع تلك المجريات، بحيث تكون ردة الفعل على مستوى التغيير الذي يطرأ، فليس من السهولة أن تتحمل الجماهير قساوة الخصم، وتوالي الأهداف التي أعيت الشباك من كل اتجاه. فتكييف الأداء وطريقة اللعب مع المتقلبات هو دورٌ أصيل للمدرب، ثم لتفاعل اللاعبين معه، وهو ما يعمل على كبح حجم الخسارة، ويقلل أثرها السلبي، بما يمنع الاختلال في توازن المجموعة، ويحفظ تماسكها، فالنتائج الثقيلة وهفوات الانطلاقة عادةً ما تهز أركان وقوام الفرق، بل أحياناً قد تدخلها في دوامة يصعب النهوض منها!

الروماني ريجيكامب كان حديث الساحة الصفراء منذ موسمين، إذ لم يخل مقام إلا وقد وُجه له سؤال واتهام، كونه لم يقدم الإضافة التي انتظرتها منه جماهير الفهود. فقد بلغ الاستياء ذروته بعد رباعية الجولة الأولى، لتجد الإدارة نفسها مجبرةً على اتخاذ قرار الإقالة، ثم الاستعانة بربيع النصر الذي ظهرت تباشيره في ملعب حتا. لذا أحياناً قد يكون التغيير المبكر خيراً من الانتظار والتردد في أن يأتي متأخراً في وقتٍ ومكانٍ لن يجديا نفعاً وإصلاحاً عند اشتداد النوازل!.

• فلسفة التنظير التي بنت عليها الأجهزة الفنية خططها وتجهيزاتها اصطدمت بواقع مغاير.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر