ملح وسكر

خيبة المشاركة الآسيوية

يوسف الأحمد

أصبحت الإخفاقات الآسيوية ملازمة لفرقنا بعد فشلها أخيراً في اجتياز الدور الثاني من نهائيات دوري الأبطال، فقد عجزت مجدداً عن كسر هذا الحاجز، وأعادت بالذاكرة مسيرتها المحبطة خلال السنوات الماضية من هذه البطولة، دون أن تتقدم مركزاً ملموساً تطوي به صفحة السقوط والتراجع منذ إنجاز العين الوحيد عام 2003.

- انقضت سنوات دون بوصلة اتجاه واضحة تحدد غايتنا من المشاركة الآسيوية.

من اللافت أن جميع ممثلينا اعتادوا المشاركة في كل نسخة وفق معطيات قد تكون الأفضل نسبياً مقارنة بمنافسيهم، لكن على أرض الواقع النتائج دائماً ما تذهب لمصلحة الطرف الآخر، ما جعل كعبه يعلو دائماً ويجعل أنديتنا تتقوقع في منطقة ظل المسابقة.

ورغم أن الشارقة وشباب الأهلي ظهرا بشكل مقبول فإن ذلك لم يكفل لهما المواصلة والاستمرار، خصوصاً «الفرسان» الذي كان قريباً من الوصول إلى ربع النهائي لولا ضربات الترجيح وسوء الطالع.

ولعل الظهور المتباين لممثلينا على مستوى الأداء والنتائج في هذا التجمع قد أثار تساؤلاً محيراً حول فاعلية الأسماء الموجودة من المحترفين، وعن مدى الإضافة التي أسهموا بها مع فرقنا مقارنة بالمنافسين، فأنديتنا تتصارع في ما بينها، وتتفنن في تقديم الإغراءات لكسب ود اللاعبين، لكن العائد منهم دائماً ما يأتي سلبياً وضعيفاً عند التمثيل الخارجي.

الأرقام كبيرة والصرف بلغ حده على تلك التعاقدات التي كان من أولوياتها الجاهزية المثلى للظهور المميز ثم المنافسة إقليمياً وآسيوياً، بيد أن ذلك لم يشفع لها للتحرك من المكان ذاته خطوة واحدة إلى الأمام. بلا شك هو أمر محزن عندما نجد أنفسنا عاجزين عن مجاراة الآخرين وفاشلين في تجاوزهم مقارنة بما نملك وبما يتوافر لدينا.

الصورة لا تعكس الواقع الحقيقي، بل هناك ما هو مخفيٌّ خلف إطارها، وربما يراد له ذلك، مثل أن الإحصاءات وأرقامها مؤلمة وقاسية في محصلتنا الآسيوية، فقد انقضت سنوات دون بوصلة اتجاه واضحة تحدد غايتنا من المشاركة رغم تلك الشعارات والعبارات الرنانة التي تتردد عند البدايات، لكنها مثل الرصاصة الميتة لا أثر لها سوى صوت مزعج.

لذا يبقى إصبع اللوم والاتهام حائراً بين إنتاج الأندية الضعيف ونوعية اللاعبين وبين نظام ذي لوائح هشة ورخوة نسفت قواعد الصرف ومواثيق الشرف، لتتسبب في استياء الجماهير التي لم تقطف بلح المستوى المحلي ولا عنب المشاركات الخارجية!

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

 

تويتر