خارج الصندوق

«دبي غير»

إسماعيل الحمادي

لقد تم تصنيف دبي في المرتبة الأولى كأفضل مدينة بالشرق الأوسط لعام 2020، ومن بين أفضل 10 مدن بالعالم، متقدّمة بذلك على برشلونة ولوس أنجلوس وروما، حسب تصنيف شركة «Resonance Consultancy» الأميركية المتخصصة في السياحة والعقارات.

وتصنف دبي من بين أفضل خمس مدن عربية في مؤشر المدن الذكية 2020، حسب المؤشر الدولي للمدن الذكية 2020 الصادر عن مركز التنافسية العالمي، على غرار أن دولة الإمارات تحتل المرتبة الأولى عربياً وإقليمياً في مؤشر الخدمات الذكية والرقمية، كما تأتي دبي بالصدارة عربياً في مؤشر سعادة المدن، حسب تقرير السعادة العالمي لسنة 2020، الذي تبوّأت فيه دولة الإمارات المرتبة الأولى عربياً.

ولو قمنا بإحصاء عدد المراكز المتقدمة التي حققتها دبي والدولة على مستويات ومؤشرات عدة لن ننتهي منها، فما ذكرناه ما هو إلا عينة صغيرة من مجموعة تلك المراكز.

كل هذه الإنجازات لم تأتِ من عدم، وإنما عن طريق جهود متواصلة وعمل متفانٍ لم يتوقف، وفق خطة استراتيجية واضحة لتصبح دبي في ما هي عليه الآن، لقد حققت دبي قفزة نوعية على مستوى مختلف المجالات في فترة زمنية نعدها قصيرة مقارنة بمدن المنطقة، فجودة الحياة ونمط العيش الذي تمنحه لسكانها لا يضاهى مع غيرها في الحقيقة، وهذا ما يجعلنا نقول: «دبي غير».

نعم «دبي غير» إذا نظرنا إلى مقومات النمو والتطور الذي تشهده، «دبي غير» إذا نظرنا إلى النسيج المجتمعي الذي يميّزها، والأمن الذي يسودها والتناغم الذي يتعايش فيه سكانها الذين ينحدرون من مختلف دول العالم. فسيفساء مجتمعية يسودها الاحترام والاحتواء المتبادل لثقافة الغير دون حساسية أو عنصرية، هذا وحده يكفي ليجعل «دبي غير»، ويجعلها وجهة مفضلة للعيش والعمل والاستقرار بها.

جودة الحياة والعيش في دبي، كانت كفيلة لتكون من العناصر المهمة التي أسهمت في تعزيز مكانة الإمارة استثمارياً في الوقت نفسه، الذي كانت فيه هدفاً أساسياً، تسعى لتحقيقه الإمارة عن طريق تعزيز وتطور البنية التحتية وزيادة حجم الإنفاق عليها لتحسينها باستمرار، فتحولت هذه البنية المتطورة إلى عصب استدامة لحركة وأداء الأنشطة الاستثمارية على مستوى مختلف القطاعات الاقتصادية بما فيها القطاع العقاري، وكانت دافعاً قوياً في دعم وتشجيع الأفراد والشركات ورواد الأعمال على اغتنام الفرص وتعزيز الانفتاح على العالم، ليسهم هذا الانفتاح بدوره في إرساء معالم بنية تشريعية متكاملة تهدف إلى دعم وتنظيم البيئة الاستثمارية في الإمارة.

ويكفي أن دبي تستحوذ على ما يقارب نسبة 20% من العدد الإجمالي لناطحات السحاب الموجودة في العالم، وهذا في مدة لا تتعدى 50 سنة، وفيها أكبر جزيرة اصطناعية بالعالم، وتباع بها أغلى العقارات الفاخرة عالمياً، وأفضل العقارات على الواجهات البحرية.

كل ما نقوله عن ما وصلت إليه دبي لا يستوفي الوصف الحقيقي لذلك، فاليوم دبي بيئة داعمة للابتكار في كل المجالات، وحاضنة للأفكار الإبداعية لتكون وجهة لكل من يحمل فكرة، ويسعى لتحويلها إلى حقيقة، في دبي تزرع الأفكار، وبها تنمو وتزهر لتنطلق إلى العالمية.. لأجل ذلك تبقى وتظل «دبي غير».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 


دبي بيئة داعمة للابتكار في كل المجالات، وحاضنة للأفكار الإبداعية.

تويتر