كـل يــوم

التباعد والكمامة.. ضرورة قصوى

سامي الريامي

الحفاظ على مسافة آمنة مع الناس، أو التباعد الجسدي، وارتداء الكمامة، هما أهم الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا، والإصابة به. بالتأكيد بقية الإجراءات مهمة للغاية، ولكن عدم التزاحم وعدم التجمع بأعداد كبيرة، والحفاظ على التباعد الاجتماعي والكمامات، هي ضمانة شبه مؤكدة لحماية النفس، ووقاية المجتمع من عدوى فيروس كورونا المستجد.

لذلك التركيز على الالتزام بالإجراءات الاحترازية هو الشغل الشاغل للجهات المختصة هذه الأيام، خصوصاً بعد أن لاحظت هذه الجهات وجود تراخٍ ولامبالاة عند عدد ليس بقليل من الأفراد والمؤسسات والمطاعم والمراكز التجارية، وحتى المدارس الخاصة. هذا التراخي في تطبيق الاستعلامات بشكل كامل أسهم بنسبة تفوق 80% في تخطي عدد الإصابات بالفيروس في يوم واحد أكثر من 1000 إصابة.

ارتداء الكمامة إجراء وقائي مهم جداً، لذا ليس من المستغرب أبداً أن تتشدد السلطات المعنية في مخالفة كل من يكسر هذا الإجراء، ولا غرابة أن تبدأ هذه السلطات في نشر المراقبين في معظم المراكز التجارية للتأكد من التزام الناس بارتداء الكمامة، والالتزام بشكل عام ببقية الإجراءات، ولعل أحدث التقارير المنشورة حول إجراءات الوقاية من فيروس كورونا تؤكد ذلك، حيث ذكر تقرير حديث نشرته مجلة NEJM، أنه «يبدو وبقوة أن الكمامة تلعب دور اللقاح ضد فيروس كورونا من خلال أنها تقلل من شدة المرض، لأنها تقلل من عدد الفيروسات التي ستدخل إلى جسم الإنسان، وبالتالي تكون إصابته غير عرضية، لكنها كافية لتوليد المناعة ضد الفيروس، تماماً كما يفعل اللقاح، وبالتالي تبطئ من انتشار الفيروس، في الوقت الذي ينتظر فيه العالم اللقاح الموعود، الذي - بحسب منظمة الصحة العالمية - لن يكون جاهزاً للاستعمال قبل العام المقبل».

وحتى ذلك الوقت الكمامة هي اللقاح، وهي إحدى ركائز مكافحة الوباء، وأطلقوا عليها في هذا البحث اسم «التجدير» أو variolation، في إشارة إلى ما كان يقوم به الأهالي في الماضي قبل توافر لقاح جدري الماء، بجعل الأطفال على احتكاك مقصود بالمرضى المصابين بالجدري، بحيث تكون إصابتهم بالجدري خفيفة في الطفولة، منعاً لوقوعها في سن أكبر حيث تكون شديدة.

أُدرك تماماً أن فيروس كورونا ليس كغيره، وأدرك تماماً أن هناك آراء، ووجهات نظر علمية وطبية متناقضة تماماً في كيفية مواجهة الفيروس وعلاجه، ولكن وفقاً لمعطيات اليوم فلا حل أمامنا إلا الالتزام التام بالإرشادات والتعليمات الحكومية المفروضة للوقاية من هذا الفيروس والحفاظ على صحتنا وصحة من نحب.

وهذا الالتزام إما أن يكون طوعاً عن قناعة تامة، أو إجباراً بقوة القانون، ولا شك أن التشديد الذي نشهده هذه الأيام على المخالفين لقواعد الإجراءات الاحترازية أصبح ضرورياً، خصوصاً بعد ظهور اللامبالين والمتراخين، وظهور كثير من التجاوزات، سواء في المحال والمقاهي أو في الحفلات والتجمعات العائلية وبأعداد كبيرة، فلا مناص اليوم من فرض العقوبات على كل مخالف، فصحّة وسلامة المجتمع أولوية قصوى ولا يمكن التهاون فيها.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر