5 دقائق

اختبار للجامعات

الدكتور علاء جراد

من المتوقع أن يصل حجم الخسائر المالية الناتجة عن الجرائم الإلكترونية إلى ستة تريليونات دولار في عام 2021، وفقاً لتصريح هشام عكاشة رئيس البنك الأهلي المصري.

وقد تناول مقال الأسبوع الماضي موضوع تحكم التكنولوجيا في حياة البشر، وخطورة اختراق البيانات وأدمغة البشر، ومنذ بضعة أيام اخترقت مجموعة من «الهاكرز» عدداً من الجامعات البريطانية، واستولت على قواعد بيانات الطلاب والعاملين، وطلبت مبالغ من تلك الجامعات مقابل عدم تسريب البيانات، وقد قامت بالفعل بنشر جزء من بيانات الطلاب، وهي قضية شديدة الخطورة، خصوصاً في بريطانيا المعروف عنها الاهتمام البالغ بسرية البيانات.

قالت لي زميلة بواحدة من تلك الجامعات إن الموضوع أكبر من مجرد الاستيلاء على السجلات والابتزاز، بل إن تلك المجموعة الإجرامية تمكنت من السيطرة على أنظمة الجامعة، بحيث تحكمت في نظام الأقفال والأمن، وبالتالي لن يتمكن العاملون من دخول المباني، كما لم يعد بالإمكان تسجيل الطلاب أو الوصول إلى درجات الطلاب المسجلين.

لقد تكرر الموضوع، وأصبح لدى مجرمي التكنولوجيا أساليب جديدة، وإمكانات أعلى من إمكانات بعض الحكومات، وقد قامت المجموعة نفسها من قبل بالاستيلاء على بيانات من شركة «تسلا»، والكثير من الشركات العالمية، وقد نشرت الكثير من الملفات والأسرار.

هذه بعض الجوانب السلبية الناجمة عن تطور التكنولوجيا، والاعتماد عليها في كل كبيرة وصغيرة في حياتنا.

لذلك من المهم أن تنتبه جامعاتنا، بل وكل المؤسسات في العالم العربي، لما يحدث، وأن يتم عمل سور حماية سيبراني، تسهم فيه أجهزة الدول وتستثمر فيه، لأن الموضوع قد يكون أكبر من قدرات المؤسسات المالية أو الفنية، من ناحية أخرى لابد من الاهتمام بمساقات ومؤهلات أمن المعلومات، والتوسع في الدورات التدريبية بجانب البرامج الأكاديمية. أيضاً من المهم أن يشجع الأهل أبناءهم على الالتحاق بتلك البرامج، إذا كان لدى الأبناء رغبة.

لقد تأثرت معظم القطاعات والوظائف بالظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم، ولكن يبدو أن الطلب على المتخصصين في أمن المعلومات والأمن السيبراني في ازدياد مستمر، فإن لم تكن لدينا القدرة على إنتاج التكنولوجيا، فعلى الأقل يجب ألا نفوّت على أنفسنا تعلم استخدامها، والاستفادة منها، وحماية أنفسنا واقتصادنا من الآثار والتبعات والتهديدات التي تلازم تلك التكنولوجيا. وكإجراء سريع أتمنى أن تقوم كل مؤسسة وكل فرد بعمل نسخة احتياطية من المحتوى الرقمي، والتأكد من الحفاظ على ذلك المحتوى، حتى لا نندم بعد فوات الأوان. كما يجب أن ننتبه للجيل الناشئ بأن يتم رفع وعيه وحسه الأمني تجاه العالم الرقمي، ومتابعة تجواله في العالم الرقمي.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 


أتمنى أن تقوم كل مؤسسة وكل فرد بعمل نسخة احتياطية من المحتوى الرقمي والتأكد من الحفاظ على ذلك المحتوى حتى لا نندم بعد فوات الأوان.

تويتر