5 دقائق

أول اجتماع منذ عقد!

عبدالله القمزي

أدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية تصريحات وتجاوزات بعض الفصائل الفلسطينية والتي نقلت على التلفزيون الفلسطيني الرسمي، وهو ما يستوجب اعتذاراً رسمياً بسبب الإساءة والتحريض المتعمد.

لغة الإساءة والسفاهة تلك تشبه كثيراً ما حدث منذ 30 عاماً. المشاركون من أعضاء الفصائل -وهذا أول اجتماع لهم منذ تسعة أعوام- تخيل أول اجتماع منذ عقد! كلهم من جيل قديم بأفكار بالية لم نرَ منهم سوى الفشل.

صاحبت تلك التصريحات لهجة استعلائية لا تتناسب أبداً مع قاموس السياسة والدبلوماسية. خصوصاً كلمة: نحن علمناهم!

يمن هذا المسؤول علينا بالتعليم وكأن جامعات ييل وستانفورد وأكسفورد وكيمبرج في أراضيه! لا تستغربوا فهو لم يحدث معلوماته ولا يدري أن الكثير من طلبة الإمارات تخرجوا في أرقى الصروح العلمية في الغرب، لا تنسوا هذا أول اجتماع منذ عقد!

نقول للمجتمعين في أول لقاء منذ عقد: راجعوا أنفسكم، ماذا فعلتم خلال عقد؟ كم شاب فلسطيني هاجر بسبب اقتتالكم وتناحركم ضد بعضكم بعضاً. نقول لهم فشلتم ونجحنا بسبب تعنتكم وتفويتكم الفرص.

نقول راجعوا أنفسكم خلال عقد وتعالوا شاهدوا إنجازاتنا خلال الفترة نفسها. تعلموا منا كيف تبنون وتعمرون وتطوّرون، بدل عقد اجتماعين في عقد والتفوه بسفاهة ليست من حقكم أبداً وتتوجب اعتذاراً.

لا حق لكم في انتقاد قرارات دولتنا السيادية، نعقد اتفاق سلام مع إسرائيل لأن قيادتنا تطبق الواقعية السياسية، فهي تعلمت التاريخ وتستقرئ المستقبل، وتعلم أننا نعيش شرق أوسط جديداً متغيراً لا ينجو فيه سوى الواقعي، أما من يعقد اجتماعين في عقد فلا مكان له.

قضيتكم عانت وملت منكم أنتم المتاجرون بها غير مكترثين حتى بشعبكم الذي لا ينكر فضل الإمارات عليه، ويشكر الدولة على مواقفها المشرفة تجاه القضية الفلسطينية والتي لا يختلف عليها العقلاء.

أقرّ الرئيس أن سبب الخصام بين تلك الأحزاب لا معنى له، وقال إنهم سيتوحدون وينهضون ولا يريدون مساعدة أو تدخلاً من أحد. كلام جميل لكن لو هذا الهدف فلماذا الإساءة إلينا؟ لماذا الجحود ونكران الجميل.

إنجازاتنا الدبلوماسية لن تضركم، وسيتذكر العالم أننا صنعنا السلام وكتبنا صفحات جديدة من التاريخ، وسيتذكر أنكم تفرقتم وتناحرتم واجتمعتم مرتين في عقد!

يذكرني اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي بسياسة الانفتاح على الصين 1972، وهي من أهم إنجازات الواقعية السياسية في العقد الماضي، والتي كانت من بنات أفكار الدبوماسي الفذ هنري كيسنجر، ولولاها لما ازدهرت العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبكين.

كلمة أخيرة: اتخذت مملكة البحرين الشقيقة خطوة واقعية وتاريخية واستراتيجية مساء الجمعة بالموافقة على اتفاق سلام مع إسرائيل. وهذا أكبر دليل على أن الشرق الأوسط يتغير.

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .


إنجازاتنا الدبلوماسية لن تضركم، وسيتذكر العالم أننا صنعنا السلام وكتبنا صفحات جديدة من التاريخ، وسيتذكر أنكم تفرقتم وتناحرتم واجتمعتم مرتين في عقد!

تويتر