رأي رياضي

المدرب الوطني

حسين الشيباني

تظل قضية المطالبة بوجود المدرب الوطني على قمة هرم الأجهزة الفنية في الأندية الإماراتية، ومنحه الثقة من القضايا التي ترتفع الأصوات المطالبة بتفعيلها والتي سرعان ما تختفي في زحمة الأحداث الرياضية المختلفة. ولعل إسناد نادي الشارقة مهمة تدريب الفريق الأول وتجديد الثقة في المدرب الوطني القدير الشاب عبدالعزيز العنبري، قد أعاد تحريك المياه الراكدة في هذه القضية لترتفع أصوات المدربين الوطنيين المؤهلين منادية اتحاد الكرة بسن الأنظمة واللوائح التي تكفل لهم التواجد في الساحة التدريبية.

هناك كثير من الأطراف المشاركة في قضية تعطيل المدرب الوطني، الذي نقصد به المدرب المؤهل الساعي لتطوير نفسه ولعل أهم تلك الأطراف الأندية التي يقع على عاتقها المسؤولية الكبرى من خلال إتاحة الفرصة كاملة له وعدم اعتباره مدرباً للطوارئ فقط، وأن تتاح له فرصة العمل أسوة بالمدربين الأجانب، فلذا يجب عليها منحه الفرصة المناسبة من خلال التعاقد معه منذ بداية الموسم، حيث تسند إليه مسؤولية اختيار الأجهزة الفنية العاملة معه وعناصر الفريق وإعدادهم حسب رؤيته وفكره ومن ثم يتم الحكم عليه، مثلما قامت إدارة نادي الشارقة مع المدرب الوطني عبدالعزيز العنبري بمنحه الثقة باختيار الأجهزة الفنية المساعدة له واختيار اللاعبين المواطنين والأجانب، وكان على قدر المسؤولية وتحقيقه لبطولة دوري الخليج العربي للمحترفين وكأس السوبر خلال موسمين. ونجاحه هو بوابة العبور لبقية المدربين الوطنيين، وإن هذه الخطوة تحسب لصناع القرار في البيت الملكي نادي «الشارقة»، والتي ستغير مفاهيم الأندية والإعلام والجماهير ونظرتهم للمدرب الوطني، ومثلما حدث مع المدرب الوطني القدير مهدي علي مع المنتخب الوطني الأول وتحقيقه لإنجازات لاتزال وسائل الإعلام تشيد بها.

نطالب الجميع بدعم تواجد المدرب الوطني في الأندية التي تُعد هي الأساس لتطوير الرياضة ومنحه فرصة العمل كما منحت لمدربين أجانب جاؤوا ليتعلموا التدريب في ملاعبنا ورحلوا محملين بالملايين، ومن يثبت نفسه فطريق الاستمرار متاح أمامه، ومن يخفق فعليه التنحي ليكون الحكم بعد ذلك منصفاً.

نطالب اتحاد الكرة بفرض إسناد تدريب الفريق الأول في دوري أندية الدرجة الثانية للمدربين المواطنين، لأن مهنة التدريب تحتاج إلى ممارسة بشكل مستمر لاكتساب مهارة وخبرة التدريب، مثلما فعل اتحاد الكرة بفرض حكام وطنيين في إدارة المباريات، ما كان له الأثر في ظهور حكام مميزين في القارة الآسيوية.

وهناك بعض المدربين الوطنيين لم يهتموا بأنفسهم من خلال محاولة تطوير قدراتهم واتجاههم للتدريب بطريقة احترافية، ما أثر في تواجدهم على الساحة، والمدرب الكفء هو من يمنح الثقة لنفسه قبل أن يطالب غيره بمنحها له حتى يفرض وجوده.

ونتمنّى تأسيس جمعية المدربين المواطنين بقيادة الأب الروحي للمدربين الوطنيين (المدربان القديران عبدالله صقر وجمعة ربيع)، لتحقيق أهداف وتطلعات المدرب المواطن في سلك التدريب.

ويأتي دور الإعلام شريكاً في كل نجاح يدعم المدرب الوطني وحمايته وهذا ما يفتقده في المرحلة الحالية، ولكن لا يعني ذلك خلو الساحة من إعلاميين قدموا كل الدعم.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 


المدرب الكفء هو من يمنح الثقة لنفسه قبل أن يطالب غيره بمنحها له حتى يفرض وجوده

تويتر