رأي رياضي
تقييم اللاعب
حالة من الذهول تنتاب المرء عندما يرى أحدهم يدفع مبلغ 100 ألف دولار لشراء دراجة هوائية، وهذا يشبه ما تقوم به أندية كرة القدم في الإمارات بانتداب لاعبين محليين، أو تقوم بتجديد عقود لاعبيها، وبأرقام فلكية، على الأقل بعضها يعادل القيمة نفسها التي تدفعها أندية أوروبية للاعبين محترفين، يحققون عادة إنجازات رياضية «حقيقية» ومهمة.
إن جزءاً من المشكلة المالية التي تواجه الكثير من الأندية الإماراتية، وتخنقها مادياً، لتبحث عن حلول مالية لسد الديون المتراكمة من موسم إلى آخر، بسبب هذه العقود المبالغ فيها للاعبي كرة القدم، الذين يمكن أن يتم تصنيفهم في أحسن الأحوال في خانة الـ«عادي جداً»، لكنهم ليسوا مهمين، وغير قادرين حتى على قيادة فرقهم، قبل منتخبات بلادهم، تجاه تحقيق إنجاز مبهر ومهم يرفع رأس الجماهير.
إن التقييم العاطفي وغير المنطقي جعل الكثير من الأموال يتبدد على اللاعبين، وهو ما ألقى بظلاله على النتائج السلبية للفرق أو المنتخب. أمر ربما يضحك المهتمين بكرة القدم، عندما يكتشفون أن لاعباً ما يلعب في دوري بلاده، وتصنيف منتخبه في المركز الـ70 عالمياً، ينتقل من فريقه إلى فريق آخر في الدولة نفسها، وبالقيمة نفسها التي انتقل بها لاعب أوروبي في دوري قوي في أوروبا. ليكون التساؤل بشكل أدق: كم قيمة هؤلاء اللاعبين فعلاً لو عُرضوا على أندية أوروبية؟ وكم سيتقاضون فعلاً؟!
مشكلة الكرة الإماراتية في تناثر الأموال، وعدم وجود تقييم حقيقي لأسعار اللاعبين وما يستحقونه مقابل اللعب مع أنديتهم، وبعض الصفقات التي تمت أخيراً من بعض الأندية التي تمتلك ميزانية ضخمة ومفتوحة للتعاقد مع لاعبين محليين، وبعقود مبالغ فيها، وبشروط غريبة، وربما تكون مشاركتهم هزيلة وخجولة مع فرقهم، ويكونون على الدكة طوال الموسم، لوجود لاعبين أجانب أكثر فائدة فنياً للفريق.
إن بعض الأندية لا تجد موارد مالية كافية للاهتمام بالنشء، وبناء جيل جديد من اللاعبين، بسبب المبالغ الفلكية المبالغ فيها على اللاعبين الكبار، وفي أحيان كثيرة يتم البحث عن الأموال عبر صرف مبالغ الرعاية والإعانة الحكومية على تجديد عقود اللاعبين، مقابل لا شيء يحصل عليه لاعبو الألعاب المختلفة أو اللاعبون الصغار، الذين لم تعد لهم إنجازات تذكر، منذ أن صارت المبالغ التي تدفع للاعبين المحليين تعادل المبالغ نفسها التي يتم صرفها في أوروبا لانتداب اللاعبين هناك.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .
التقييم العاطفي وغير المنطقي جعل الكثير من الأموال يتبدد على اللاعبين.