5 دقائق

تركيا والخطوط الحمراء

عبدالله القمزي

لو تابعت أخبار تركيا في آخر شهرين فقط فستصدم من سياستها العدائية تجاه جيرانها. فقد توغلت في العراق وسورية وهناك مشاكسات ضد قبرص واليونان ونقل مرتزقة وأسلحة إلى ليبيا. في يونيو الماضي أطلقت تركيا عملية عسكرية ضد كردستان العراق مدعية تحيد ميليشيات حزب العمال الكردستاني، لكن لم يكن هناك دليل أن الحزب اعتدى على أنقرة في الأسابيع الأخيرة.

يبدو أن تركيا تريد إشغال جيشها بعمليات فقط من أجل إشغاله وهذا ما لوحظ في سياستها في السنوات الأخيرة. لو عدنا أربعة أعوام إلى الخلف نجدها غزت شمال سورية بعملية درع الفرات. في يناير 2018 غزت عفرين وشردت 160 ألف كردي ودمرت المدينة.

في 2019 غزت تركيا تل أبيض أيضاً شمال سورية، وبعدها مباشرة بدأت بالتدخل في ليبيا وإدلب وشمال العراق، وأخيراً الأزمة مع الدول الأوروبية في البحر الأبيض المتوسط، والاعتداء على العراق الأسبوع الماضي.

بدأت تركيا إرسال الطائرات المسيرة والمرتزقة إلى ليبيا في ديسمبر 2019، ما دفع مصر إلى تحذير تركيا والتصدي لها برسم خط أحمر في سرت والجفرة في يونيو الماضي.

لو عدنا قليلاً إلى ما قبل الخط الأحمر، نجد أن تركيا توغلت في إدلب في فبراير ومارس وضغطت على روسيا للحصول على اتفاق جديد لحيازة صواريخ إس 400 لأنظمة الدفاع الجوي.

ثم اتجهت تركيا إلى العراق وقصفت شماله ثم حولت متحف آيا صوفيا إلى مسجد. في الوقت نفسه ادعت تركيا بمطالب لها في المتوسط ما أغضب فرنسا واليونان ومصر ودفع أثينا والقاهرة إلى توقيع اتفاق يوم 6 أغسطس لحماية مصالحهما في وجه الأطماع التركية. بينما أعلنت فرنسا أنها ستنشر طائرتين مقاتلتين وسفينة حربية في شرق المتوسط فيما يبدو أنه الخط الأحمر الفرنسي.

لكن تركيا تريد الآن بعد توقيع اتفاق أثينا والقاهرة إرسال سفن مسح جيولوجي «لوضع الحقائق على الأرض». ثم ادعت أن اليونان لا تستجيب للنداءات التركية من أجل الحوار، وبالتالي تركيا ستفعل ما يحلو لها في المتوسط!

أغضب التصريح أثينا التي قالت إنها لن تقبل بتفرج الناتو، وطالبت بتدخل الدول الأوروبية لوقف الاستفزازات التركية التي وصلت درجة إرسال تركيا سفينة تنقيب عن الغاز والنفط إلى سواحل جزيرة كاستيلوريزو اليونانية.

إرسال سفينة أبحاث مصحوبة بقوة بحرية إلى سواحل يونانية الغرض منه التغطية على أزمة تركيا الاقتصادية أكثر منه مواجهة عسكرية بحرية ضد اليونان.

بالعربي: سجل أنقرة يعكس استخدامها المرتزقة في ليبيا وفصائل متمردة شمال سورية، وتقصف من تستبعد أن يرد عليها مثل حزب العمال الكردستاني شمال العراق. عندما تصدت مصر لتركيا في ليبيا وتصدت روسيا لتركيا في سورية، فإن أنقرة توقفت، ويظهر أن سياسة الخطوط الحمراء هي الحل الأنجع لوقف تمدد أنقرة.

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر