كـل يــوم

العام الدراسي المقبل.. عن بُعد أم عن قرب أم هجين؟!

سامي الريامي

ندرك تماماً أن الوضع صعب جداً، وأن القرار محيّر، ومسار الفيروس المستقبلي مازال غامضاً، ولا أحد يستطيع التكهن بتوقيت انحساره، كما أن التوقعات والحديث عن موجة أخرى في الشتاء يثيران مخاوف جمة، بالتأكيد نقدر ذلك، وندرك أن هذه الأسباب وغيرها هي السبب المباشر في اختلاف توجهات المدارس في كيفية استقبال العام الدراسي الجديد.

ولكن، ورغم ذلك كله، فإنه علينا الاعتراف بأن هناك ارتباكاً واضحاً، وغموضاً بدأ يزيد حول شكل العام الدراسي المقبل، مع أننا عملياً نتحدث عن عشرين يوماً فقط، ليبدأ بعدها فوراً العام الدراسي المنتظر، ومازال إلى اليوم كثير من أولياء الأمور لا يعرفون الكثير عن تفاصيل الدراسة الجديدة، وكيف سيكون شكلها، صحيح هناك معلومات عامة، وبعضها متضارب، ولكن التفاصيل مازالت غائبة!

تعددت سيناريوهات نماذج الدوام المدرسي بين هجين وبين دوام عن بُعد، ودوام يوم ويوم، ودوام متكامل في المدارس، ما أدى إلى تشتت واضح بين أولياء الأمور، وكثير منهم حالياً لا يعرفون ما هو الشكل المعتمد لدى مدارس أبنائهم، وأي نموذج اختارت المدرسة!

فهناك مدارس تفرض نماذجها التعليمية دون مناقشة أولياء أمور الطلبة حولها، على الرغم من أن هيئة المعرفة بدبي دعت إلى اعتماد كل مدرسة نموذجها، أو نظامها التعليمي، بعد التشاور مع أولياء أمور طلبتها.

وهناك جهات تعليمية في الدولة تركت تحديد النظام التعليمي للعام الدراسي المقبل بأيدي إدارات المدارس، ما يجعلها متعددة، وتسبب ذلك في إرباك أولياء الأمور.

وفي الواقع كثير من أولياء أمور الطلبة يطالبون باعتماد نظام الدراسة عن بُعد، حمايةً لأبنائهم في ظل استمرار جائحة «كورونا»، بينما تتمسك مدارس بحضور الطلاب، وفي مثل هذه الحالة، ووفقاً لهذا التباين، ترى ما هو القرار الذي سيتخذ؟ ومن سيتخذ القرار، أولياء الأمور أم المدارس؟

بعض الجهات التعليمية مازالت تبعث باستبيانات لأولياء الأمور للتعرف إلى رأيهم في نوع الدوام المدرسي الذي يفضلونه، وهل يرغبون في عودة أبنائهم للمدارس أو تعليمهم عن بعد، وهذا يطرح استفسارات إضافية عند أولياء الأمور حول مدى التأخر في اتخاذ القرار المناسب رغم اقتراب موعد بدء الدراسة!

وزارة التربية طرحت نظاماً تعليمياً هجيناً يعتمد على 70% حضوراً، و30% عن بعد، لكن آلية وكيفية تطبيق هذا النظام مازالت إلى اليوم غير واضحة، ومازال كثير من ذوي الطلبة يسألون ويستفسرون عن كيفية تطبيقها!

كما أن إلزام الأسر بدفع كامل الرسوم الدراسية ورسوم الحافلات في المدارس الخاصة، على الرغم من انخفاض عدد أيام الدوام المدرسي في حال اعتماد التعليم الهجين أو التعليم عن بعد، وعلى الرغم من عدم وضوح الصورة باستكمال العام الدراسي أو تغييره في أي وقت وفقاً لمؤشرات انتشار الفيروس؛ هو إجراء غير منطقي، ما دفع بعض أولياء الأمور إلى البحث عن مدارس برسوم مخفضة لنقل أبنائهم إليها، غير مهتمين بجودة الخدمات التعليمية التي تقدم فيها، مادامت احتمالية تطبيق التعليم عن بعد بقية العام الدراسي واردة!

لاشك إطلاقاً في أن لأولياء الأمور دوراً محورياً، ومن حقهم أن تناقشهم المدارس في هذه الخطوة المهمة، لكن اختيار شكل وطريقة الدوام المدرسي هو مسؤولية أكبر من أولياء الأمور، هو مسؤولية الجهات المختصة، فهي وحدها من تمتلك المعلومات التفصيلية الدقيقة حول المرض، وهي التي تمتلك مؤشرات واتجاهات المرض، وهي التي تستطيع تقييم خطورة الوضع من عدمها، لذلك فهي صاحبة قرار عودة الطلبة للمدارس، أو استمرار التعليم عن بعد، ولا يمكن أبداً أن يصبح الأمر اختيارياً للمدارس أو لأولياء الأمور، هذا قرار سيادي كبير، ولا يمكن لفرد أو مدرسة أن تتخذه، ومن الخطأ تركه اختيارياً بهذه الطريقة!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه

تويتر