خارج الصندوق

الخيار الأفضل

إسماعيل الحمادي

سألني أخ صحافي من إحدى الصحف الصادرة بدولة عربية شقيقة في وقت سابق: هل يمثل شراء عقار في دولة الإمارات حالياً فرصة؟

كان هذا السؤال موجهاً إليّ في عز جائحة «كوفيد-19»، عندما كانت ساعة العالم برمّته متوقفة حينها، مع العلم أن هذا الأخ دائماً يرفق رابطاً أو نسخة من مقال أو تقريراً صادراً من إحدى الصحف المحلية عن جهات حكومية أو شركات دراسات وأبحاث السوق، ليطلب منّي تعقيباً أو رأياً خاصاً حولها.

وكثرت في تلك الفترة التقارير والأخبار عن القطاع العقاري، وعن المحافظ المالية، وحزم التسهيلات التي خصصتها الدولة لتعزيز بيئة الاستثمار في مختلف القطاعات الاقتصادية، وتوسيع دائرة الجذب الاستثماري، ولذلك وجه إليّ ذلك السؤال.

لم أجبه في تلك اللحظة مباشرة، واحتفظت بالسؤال إلى وقت لاحق، ثم أجبته قائلاً: «تجتمع في الإمارات، ودبي خصوصاً، حالياً، كل الظروف لتجعل من شراء العقار أكثر من فرصة، وليست فرصة واحدة فقط». قد يستغرب القارئ هذه الإجابة، ويتساءل: كيف ذلك؟

الجواب بسيط جداً بالنسبة لأولئك الذين يفكرون بذكاء أثناء الأزمات، ولا يستسلمون للآراء والتقارير المحبطة والسلبية، التي يوحي بعضها بأن العالم سينتهي بعد بضع ساعات فقط!

بعيداً عن جاذبية أسعار الوحدات العقارية المغرية حالياً، وخطط السداد المرنة، وحزمة المبادرات الحكومية الموجهة للمستثمرين، والعروض العقارية، وغيرها من العوامل الجاذبة، بعيداً عن كل ذلك، علينا أن ندرك أن العقار هو الوعاء الآمن للحفاظ على السيولة المالية للأفراد أثناء فترات الاضطرابات الاقتصادية، والأزمات السياسية العالمية، وطالما كان كذلك خلال كل تلك الأزمات الاقتصادية والصحية التي مر بها العالم حتى الآن، وأزمة فيروس «كوفيد-19» المستجد إحداها، التي تجعل من العقار الخيار الأفضل لكل من يملك سيولة مالية، ويرغب في ادخارها بطريقة آمنة، فالعقار هو الوسيلة الناجحة لذلك، وفي الوقت نفسه هو الوسيلة الفعّالة لمضاعفة تلك السيولة في المستقبل.

قرأت في يونيو الماضي تقريراً صادراً عن وكالة «بلومبرغ» على مواقع إخبارية، يشير إلى زيادة الإقبال على عقارات هونغ كونغ، تزامناً مع الاضطرابات السياسية، بعد أن تم بيع جميع وحدات مشروع شقق سكنية بغرفة واحدة، بكلفة قدرها 872.4 ألف دولار للشقة، خلال ساعات فقط.

وجاء في التقرير: «يندفع العملاء إلى سوق العقارات الأغلى في العالم، تزامناً مع الاضطرابات السياسية التي تشهدها المدينة الآسيوية في الوقت الراهن».

وما لفت انتباهي حقاً في هذا التقرير هو قمّة وعي إحدى العميلات، التي صرّحت لوكالة «بلومبرغ» قائلة إنه حينما يشهد النظام السياسي والاقتصادي حالة عدم استقرار، تنخفض السيولة بسرعة، وإنها تريد وضع أموالها في عقار للحفاظ على قيمتها!

هنا تبرز أهمية وعي المستثمر وذكائه خلال الأزمات، وكيف يمكنه أن يحافظ على قيمة محفظته المالية خلال الأزمات عن طريق العقار.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر