ملح وسكر

المعسكرات الصيفية

يوسف الأحمد

قد تنكشف حقيقة المعسكرات الصيفية، التي درجت عليها الأندية في كل سنة، بعد أن اعتادت السفر إلى الشرق والغرب، بهدف الإعداد والاحتكاك من أجل تحضير مثالي تستهل من خلاله منافسات الموسم. ولا يخفى على الجميع أن تلك المعسكرات كانت ومازالت مثار جدل في الوسط الكروي، كونها تستنزف جزءاً كبيراً من مخصصات الأندية، ثم أن أثرها وعائدها من الجاهزية البدنية للاعبين عادةً ما يخرج دون الطموح والتوقع. فقد اعتادت الجماهير على مشاهدة انطلاقة ضعيفة يتباين مستواها ويتأرجح أداؤها بين عيوب وأخطاء فاضحة، تؤدي إلى استفهام يرمي لوماً ثم اتهاماً في مربع معسكرات الصيف، بسبب المردود الذي يفترض أن تخرج منه الفرق بعد عودتها من فترة الإعداد، التي تضمنتها تدريبات مكثفة ومباريات أو دورات مصغّرة، من أجل الوصول إلى حالة فنية مقبولة تفتح بها مشوار الموسم. لكن ما كان مستغرباً عندما تعود الأندية وتظهر عناصرها في حالة مرهقة ومجهدة، إضافة إلى ما تتعرض له من إصابات متنوّعة بسبب الإجهاد والضغط، ما أعطى انطباعاً عن تلك المعسكرات أنها لغرض السياحة والاستجمام، استناداً إلى الأداء السيئ والعطاء السلبي للاعبين، ما كان يتسبب في وقوع العديد من الفرق في دوامة من التخبط والتعثر تدفعها إلى تكبد الكثير، من أجل انتشال أنفسها والهروب من ذلك الوضع.

وبسبب جائحة «كورونا» تغيّرت الأمور، وبات التحوّل إلى المعسكرات الداخلية واقعاً فرضته الظروف الحالية، لتجبر الأندية على التكيف معه، إذ إن الغالبية منها لم تعتد دخول غمار الموسم دون معسكر خارجي، كما أن هذه المتغيّرات ستضع الفرق في تحدٍّ مع عوامل مختلفة نوعاً ما، ناهيك أن عامل الطقس سيلعب دوراً محورياً في الجانب البدني الذي يتطلب تناسقاً في جرعات التمارين وبرامج التقوية الجسدية، وكذلك تحسين النظام الغذائي لهذه الفترة، بما يضمن تجنيب اللاعبين أي خطر صحي. لذا هي ممارسة قد تكون جديدة بالنسبة لبعض الفرق المعتادة على سفر الصيف، لكن عملياً لربما تتحوّل إلى تجربة نوعية ومغايرة قد تثمر عن فوائد ومكاسب بدنية وفنية تعكس من خلالها الأندية نموذجاً مختلفاً عن السنوات الماضية، مع توقعات بانطلاقة متكاملة لبدايات موفقة، إذ إنها الفترة الأصعب التي عادةً ما كانت تُقيم باستكشاف الأخطاء ومراجعة الأوراق، بما يُجبر الإدارات على التدخل من أجل إصلاح وتصويب العيوب، قبل أن تتفاقم وتخرج عن هامش السيطرة!

• بسبب جائحة «كورونا» بات التحوّل إلى المعسكرات الداخلية واقعاً فرضته الظروف الحالية، لتجبر الأندية على التكيّف معه.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر