5 دقائق

«سوشيال ميديا» في الكونغرس

عبدالله القمزي

نشر مركز Pew للأبحاث تقريراً تحليلياً عن استخدام «سوشيال ميديا» في أوساط الساسة والمشرعين الأميركيين في الكونغرس. بالطبع لم يتغلب أحد على الرئيس دونالد ترامب في كثرة استخدامه منصة «تويتر»، وهو ما سيخلده التاريخ كحالة استثنائية ستدرس في علوم الاجتماع والدراسات الإعلامية، لرئيس أميركي غير عادي وفي فترة حساسة واستثنائية من تاريخ الدولة الأميركية.

كشف التقرير أن أعضاء الكونغرس الديمقراطيين والجمهوريين منغمسون في منصات «سوشيال ميديا» أكثر من أي وقت مضى. يستند التحليل إلى قاعدة بيانات تحوي كل تغريدة «تويتر» ومشاركة من «فيس بوك» لأعضاء الكونغرس منذ 2015. يعكس التقرير أن المشهد التشريعي الأميركي خضع لتغييرات عميقة في السنوات الأخيرة.

أوضح مثال على المكانة التي اكتسبتها منصات التواصل لدى المشرعين حدث في الأسابيع التي تلت مقتل جورج فلويد، الرجل الأسود الذي قتل نتيجة العنف المفرط خلال اعتقاله في مايو الماضي.

هزّ مقتل فلويد الولايات المتحدة بأسرها وفجر احتجاجات وعصياناً مدنياً. لعبت منصات التواصل دوراً مهماً في تنسيق الاحتجاجات داخلياً وتفجيرها خارج أميركا في أوروبا وبريطانيا على وجه الخصوص. كما لعبت دوراً جوهرياً في عملية التواصل بين السياسيين وناخبيهم أثناء الاحتجاجات أكثر من أي وقت سابق.

حسب التقرير، في الفترة بين 25 مايو و14 يونيو ذكرت عبارة «حياة السود تهُم» والهاشتاغ التابع لها من أعضاء الكونغرس في دورته الحالية في «فيس بوك» و«تويتر» أكثر من مشاركات كل أعضاء الكونغرس في السنوات الخمس الماضية.

ذكر 236 عضواً من الكونغرس عبارة «حياة السود تهُم» في «فيس بوك» و«تويتر» منذ الأول من يناير 2015 وهي بداية فترة التحليل. من العدد المذكور، ذكر 121 مشرعاً تلك العبارة للمرة الأولى في الأسابيع الثلاثة التالية لمقتل فلويد.

هذه التغييرات مرصودة على وجه الخصوص في «تويتر»، حيث يغرّد أي مشرع بمعدل الضعف اليوم عما كانت عليه الحال في صيف 2016. ويحظى مغردو الكونغرس بثلاثة أضعاف متابعيهم اليوم مقارنة بالسنوات الماضية بعد 2015، وتصلهم أكثر من ستة أضعاف إعادات تغريدات على كل مشاركة اليوم مقارنة بسنوات بداية فترة الرصد.

يحظى المشرع الديمقراطي بـ17 ألف متابع على «تويتر» أكثر من نظيره الجمهوري، ويغرد الديمقراطي ضعف نظيره الجمهوري، وهي نزعة ازدادت بشكل كبير في السنوات الأربع الماضية، أي منذ دخول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض.

بينما ينشط الديمقراطي أكثر من الجمهوري على «تويتر» و«فيس بوك»، إلا أنه في الفترة ما بين يناير ومايو 2020، حظي المشرع الجمهوري على تفاعل أكبر بكثير من خلال ردود أفعال المتابعين للمشاركات والتغريدات وإعادتها.

بالعربي: لو قتل جورج فلويد في أي سنة من الـ30 عاماً الماضية لما التفت إليه أحد حتى لو صورته كاميرا قناة إخبارية، لكن عندما صورته كاميرا هاتف وتداولته حسابات منصات التواصل انقلبت أميركا رأساً على عقب. صحيح أن «سوشيال ميديا» ألغت السرية عموماً من حياتنا، وفضحت ممارسات خاطئة وقربت بين السياسي وجمهوره إلا أنها لاتزال الوسيلة الأولى والأفضل لتشويه الحقائق لسبب وحيد أنها إلى اليوم بلا معايير واضحة.

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر