ملح وسكر

الكولومبي بينتو

يوسف الأحمد

اختيار الكولومبي بينتو لقيادة الجهاز الفني للأبيض الإماراتي، جاء بعد سلسلة من المشاورات والمفاضلة بين العديد من الأسماء. وهذا جاء بناءً على ما يحمله من سجل تدريبي حافل، ومعايير وجد فريق التعاقد أنها الأنسب لوضعية المنتخب والأقرب لقدرات لاعبينا، بحيث يمكنها التناغم مع متطلبات المرحلة التي يتطلع فيها المعنيون إلى إحداث تغيير وتطوير لانتشال المنتخب، بعد فترةٍ من التراجع والانحسار على مستوى الأداء والنتائج.

لاشك في أن اختيار بينتو كان مفاجئاً للساحة، بحكم أنه لم يكن مطروحاً بين الأسماء المقترحة، مثلما كان أيضاً مشاعاً حول التعاقد مع أحد القريبين المطلعين على تفاصيل الدوري، والملمين بشؤون وشجون الأندية، لكن البوصلة اتجهت بعيداً إلى القارة اللاتينية، لتستقر بالقرار بعد دراسة وتقييم للأسماء التي وُجد الأنسب منها الكولومبي، للإشراف على هذه الفترة، ومنها دخول تجربة جديدة لعلها تؤتي الثمار المفقودة، وتحقق الأحلام المنشودة.

ولعل التصفيات الآسيوية القريبة ستكون محطة الظهور الأولى للمدرب، رغم أنها بمثابة سلاح ذي حدين، في حال النجاح أو الإخفاق، كونها نقطة الانطلاقة التي يُفترض أن تحدد الشكل والهوية لمسيرة المستقبل القادمة. وحسب العرف، فإن الانطباع يأتي من الرؤية الأولى، وبالتالي ستكون تحركاته وخياراته للعناصر محط أنظار ومتابعة من الجماهير، التي تترقب التغيير، مثلما وعد الاتحاد والقائمون عليه.

بغض النظر عن هوية المدرب ودواعي اختياره، الأمر صار نافذاً بل أصبح واقعاً جديداً، وجب التعامل معه بروح التعاون والعمل المشترك بين أطراف اللعبة، بتقديم الدعم من خلال أدوارهم المختلفة في حلقة النجاح المطلوبة.

ما يهم الساحة هو المخرجات المتوقعة من أداءٍ ونتيجةٍ تقفز بنا درجة، كي نصل للنقلة التي نبحث عنها منذ سنين، فالمسؤولية مشتركة ويتقاسمها أركان المنتخب الثلاثة، إذ أصبح لزاماً خلع الثوب القديم، ومسح بقعة السواد من صفحة الماضي بكل تفاصيلها، فالمرحلة القادمة فيها من التحديات ما يضع الجميع في موضع الجدية والمسؤولية، من أجل انطلاقة حقيقية للمستهدفات المرجوة.

لذا لم تعد هناك مساحة للعذر أو التسويف، ومتى ما تجردت القناعة من مفاهيمها القديمة، وتصافت مع ذاتها، عندها ستنتهي ما تُعرف بسياحة المنتخب، وحينها أيضاً سيعتذر من لا يجد نفسه قادراً، وسيبقى بمكانه من لا يرى المنتخب طموحاً، فالرحلة طويلة ومشوارها صعب، لكن عنصر نجاحها لن تقوم له قائمة دون رغبة فعلية وإرادة حقيقية.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.

تويتر