خارج الصندوق

الخبير العقاري!

إسماعيل الحمادي

نُثمّن جهود معهد دبي العقاري بالتعاون مع وزارة العدل التي أحدثت معايير جديدة للخبرة العقارية، واعتمادها فئات تصنيف متخصصة: خبير الإيجارات، خبير التثمين، خبير التصرفات، خبير التملك الحر، والخبير العام، لعلّها تنقذ الوضع الذي آلت إليه السوق في الآونة الأخيرة، وما آلت إليه مهنة الخبرة العقارية التي تم تطاول وسطو البعض عليها من غير وجه حق.

- في الآونة الأخيرة أصبح المسوّق والوسيط خبيراً عاماً في جميع الشؤون العقارية.

أذكر أنني مررت يوماً بصفحة معهد دبي العقاري لأقرأ عن إحدى دورات الخبرة العقارية فصادفني التعريف التالي: «يتمثل دور الخبير العقاري في إبداء الرأي المتكامل والمحايد في مختلف المسائل والقضايا العقارية التي قد تنشأ في السوق العقارية، ومن أهم مميزات الخبير العقاري أن يكون قادراً على قراءة وفهم النصوص والتعاريف والعقود القانونية والاستشارية، وعلى قدر كافٍ من المعرفة في الإجراءات والتصرفات في الأراضي والعقارات ويكون ملماً بعمليات البناء والتشييد والصيانة وإدارة العقارات وتقدير العائد من الأملاك، بالإضافة إلى تفاصيل المساحة والمحاسبة والإدارة المالية والتمويل والتثمين، حيث إن مهنة الخبير العقاري تدعم أصحاب القرار في جوانب البيع والشراء والتثمين أو التأمين أو إحلال أجزاء أو التعويض أو تقسيم أملاك أو تمويل بناء أو القضايا الخاصة بالعقارات والأملاك».

لكن ما نراه في الواقع مخالفاً تماماً لهذا التعريف، فنحن لدينا في سوق دبي خبير عقاري يسوّق للمشروعات ويمثل البائع على غير ما تم ذكره في التعريف أعلاه الذي يشدد على صفة الحيادية كشرط من شروط مهنة الخبرة العقارية. في الآونة الأخيرة أصبح المُسوّق والوسيط خبيراً عاماً في جميع الشؤون العقارية بيعاً وإيجاراً ونزاعات. والجميل في الأمر أن بعضاً ممن لبسوا جلباب الخبرة العقارية واتخذوه اسماً لهم في جميع طلعاتهم الإعلامية، تراهم يمررون نصائح وتحليلات عن السوق عارية عن الصدق تحت مظلة الخبرة العقارية، وينسون بذلك أن الصدقية هي صفة دائمة يجب أن يتحلى بها الخبير في كل وقت ومكان وأمام أي شخص كان، لأن الصدق ثوب الخبراء والخبراء انعكاس لصورة السوق ومعيار من معايير تقييم أدائها وصدقيتهم دليل إثبات وتعزيز لصدقية السوق والقطاع العقاري بشكل عام.

والمؤسف في الأمر أن هناك بعضاً ممن لا تنطبق عليهم مواصفات وشروط الخبرة العقارية، تراهم ينتقدون نصائح بعضهم بعضاً ويعتبرون أن كل ما يصدر عن هؤلاء عارٍ عن الصدق وبعيد عن الحقيقة. وهذه الفئة من ينطبق عليها المثل «ينهون عن خلق ويأتون بمثله». ولكل هؤلاء نقول لهم إن كنتم تبحثون عن الصدقية طبقوها على أنفسكم أولاً ولكل من يرغب في ارتداء جلباب الخبرة العقارية، عليك أن تصدق مع نفسك أولاً لتصدق مع الآخرين ويصدقون معك. كما عليك أن تبتعد عن العبارات المنمّقة التي ترجح فيها كفة عن كفة أخرى لمصالحك الشخصية، كن كالقاضي عادلاً في حكمك وإبداء رأيك، محايداً في نصائحك وتصاريحك وإن استلزم الوضع منك التأييد لكفة ما فأيّد بنزاهة وشفافية تامة.

وللخبير الحقيقي الذي أفنى عمره في البحث والتدرج والغوص في تخصصه نقول له: «حقك علينا سيدي الخبير».

بالمناسبة، أعجبني مصطلح جديد في عالم العقارات، وهو «باحث في الشؤون العقارية»، ما رأيكم فيه؟

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر