ملح وسكر

تداعيات مستقبلية كروية

يوسف الأحمد

يبدو أن الوسط الكروي سيمرّ بمنعطف ومنزلق جديدين، بعد القرارات الأخيرة لرابطة دوري المحترفين والجمعية العمومية، إذ تكاد تكون للمرة الأولى التي يتم اتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية، التي جاءت امتثالاً لأعراض الجائحة الحالية، وبسببها ظهر العديد من التحديات والمتغيرات الطارئة التي دفعت المعنيين إلى العمل على مواكبتها لمواءمة الموضوعات العالقة، واتخاذ ما هو مناسب بشأنها، وإنهائها بطريقة اضطرارية نجم عنها تضرر البعض وانتفاع الآخر، فهي نتيجة حتمية لوضعية غير متوقعة لم تكن في الاعتبار من الأساس، إلا أن الظروف فرضت معها تعاملاً استثنائياً تخللته بعض الإجراءات التي كان لها أثر فني ومادي لا يمكن نكرانه أو تجاهله، فالاعتراض حق مشروع للطرف المتضرر الذي يرى الطريقة التي تم بها تشكيل آلية وإصدار القرار من زاوية الإجحاف والظلم، كونه إجراء، من دون شك، خضع لاعتبارات وأمور تحالفت فيها المصالح والعواطف نحو مبتغى سعى من خلاله كل فريق تحقيق منافعه وأهدافه وفق ما تضمنته آلية التصويت.

ومن الطبيعي أن يلجأ هنا الطرف الأضعف أو الخاسر (لو جاز التعبير) إلى التصعيد والتهديد، لعل وعسى أن يخرج بأقل المكاسب، أو ربما تنجح محاولاته ومساعيه في إعادة القرار إلى مربع الصفر والنظر فيه مرة أخرى، لكن ذلك قد لا يكون بالأمر اليسير مثلما يعتقد البعض، لأنه يتطلب حراكاً في اتجاهات مختلفة ثم تدخلاً من خارج الصندوق لتحقيقه. ولأجل هذا فإن اللغط الذي حدث، له مؤيدوه ومعارضوه مثلما يُعد نتاجاً متوقعاً لصدام مستمر بين متنافسين داخل الملعب وخارجه، فالكل يغني على ليلاه، ويبحث عن مصالحه باستغلال الفرص والأوراق المتاحة، واللعب بها سواء داخل الملعب أو خارجه. وبغض النظر عن المستفيد والخاسر، كان بالإمكان احتواء الموقف بطريقة مختلفة من خلال استباق ردة الفعل ومعرفة مرئيات وتوجهات الأندية قبل الاجتماع الشهير، لبناء موقف وتكوين رؤية واضحة تُسهل تمرير القرار المستهدف بعد الاحتكام إلى الأنظمة المطبقة، والاستعانة بالممارسات المتبعة في مثل هذه الحالات، الأمر الذي كان من الممكن معه تخفيف الاحتقان، ومنع الشحن الذي قسم الأندية إلى مجموعين متضادتين، ستكونان بمثابة الكيان الموازي المؤثر بشكل مباشر في النشاط والمسابقة، مثلما ستكون له تداعيات مستقبلية عسيرة ومتوقعة تجاه توجهات منظومة العمل الكروي.

• كان بالإمكان احتواء الموقف بطريقة مختلفة، من خلال استباق ردة الفعل ومعرفة توجهات الأندية.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر