ملح وسكر

خطوة انتظرتها الأندية

يوسف الأحمد

حسم الأمر بإغلاق ملف الموسم الحالي وإنهاء الجدل القائم، خطوة انتظرتها الأندية لتحديد مصيرها وترتيب أوضاعها الداخلية المرتبطة بسلسلة من المعطيات والمتطلبات الخاصة ببيئة العمل، بالإضافة إلى التخطيط للمرحلة المقبلة وما يتخللها من تحديات وأولويات. ولعل الأثر الذي سببته الجائحة قد دفع الكثير من الفرق إلى اتخاذ تدابير وخطوات استباقية مبنية على بعض القراءات التي استشرفت الوضع حينها، وأكدت صعوبة استكمال الدوري تحت طائلة الظروف الحرجة بعد تكالب الأسباب حولها، وازدياد صعوبتها أيضاً بعامل الطقس للفترة التي رشحها البعض لاستئناف الجولات المتبقية من البطولة. وعلى النقيض تماماً بالدول الأخرى التي قد تتشابه معنا في الظروف، لكن قد تخدمها أمور مساعدة كالأجواء المثالية للعب كما هو الحال في الدوري الإنجليزي والإسباني اللذين عادا ينبضان بالحياة مجدداً.

هناك من اعتبر قرار الإلغاء متأخراً ومتعللاً بسببية بدايات انتشار الوباء، كون المشهد أوحى وأوضح استحالة اللعب في تلك الفترة مع تصاعد حدة المرض وشراسته التي شلت أركان الحياة، ما جعل الأندية في حيرة وعطل عنها الكثير من القرارات التي كانت تنوي اتخاذها لمواكبة الوضع وتقليل الضرر والخسائر التي تكبدوها بسبب العقود وغيرها، بينما يرى آخرون أن الرابطة والاتحاد انتهجوا المنطقية والعقلانية في قرارهم ولم يندفعوا كغيرهم، بل كانوا مترقبين ومتابعين للنتائج من أجل قياس الحالة وتوابعها في جميع دول العالم، كي يقولوا كلمة الفصل النهائية التي جاءت أخيراً لتسدل الستار على فصول هذا الموسم.

لذا فإن الجميع قد أدرك الآن ما له وما عليه، وبات بإمكانهم التخطيط للموسم المقبل الذي لم تتضح حالياً ملامح إطاره أو شكله المتوقع، وكيف ستتواءم متطلباته مع المرحلة الجديدة لما بعد «كوفيد-19»، لكن بلا شك سيتأثر بموبقات الجائحة التي سيكون أول انعكاساتها على المخصصات والميزانيات لضبط المصروفات، ما قد يُغير الكثير من أوجه العمل والارتباط بالمسابقة، مثلما سيتأثر كذلك الحضور الجماهيري الذي لربما قد يمتد غيابه طويلاً أو قد يعود تدريجياً للمدرجات وفق آلية وضوابط صارمة.

وفي كل الأحوال تظل هذه استنتاجات وتوقعات للمرحلة المقبلة مبنية على الحالة الراهنة، وما ستؤول إليه سواء إلى الأسوأ أو الأحسن، لكنها ليست بثوابت، ولا يمكن الجزم بها مهما خططنا لها، فما بين طرفة عين والتفاتتها يُغير الله من حالٍ إلى حال.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 


الجميع أدرك الآن ما له وما عليه، وبات بإمكانهم التخطيط للموسم المقبل الذي لم تتضح حالياً ملامحه.

تويتر