رأي رياضي
خصخصة الأندية
ألقت جائحة كورونا بظلالها المالية على معظم أندية كرة القدم العالمية، فظهر تأثرها بوضوح، خصوصاً في ظل توقف جميع الدوريات في العالم، وخصوصاً دوريات أوروبا الكبرى، على الرغم من استئناف نشاط الموسم الألماني قبل أسابيع.
هذا التوقف المفاجئ والطويل تسبب في تراجع كبير على مستوى العائدات المالية، التي تعتمد عليها الأندية بشكل رئيس، من دخل المباريات، وعوائد البث التلفزيوني، وكذلك عقود الرعاة، باعتبارها أندية مستقلة مالياً، ولديها خصخصة تعتمد على نفسها في الصرف على لاعبيها وموظفيها.
وعندما نرى أندية كبيرة في القارة العجوز بحجم نادي مانشستر يونايتد، الذي يعتبر أكثر أندية العالم دخلاً مالياً، وبقية الأندية أمثال ريال مدريد وبرشلونة، تطالب لاعبيها بتخفيض رواتبهم، فلا شك أن المسألة مهمة، والأثر كبير، رغم أنها أندية بميزانيات ضخمة.
هذا مؤشر يؤكد على أن الأندية لديها استقلالية مالية، وتضع حلولاً مستقبلية لأي أزمة قد تطرأ، لكن في الوقت نفسه يؤكد أن جائحة كورونا كشفت آثارها السلبية مالياً على الأندية الأوروبية.
من المفترض أن تتعلم الأندية الخليجية بشكل عام، والأندية الإماراتية بشكل خاص، الدرس القاسي الذي تلقته الأندية الأوروبية الكبيرة. هذا على الرغم من أن وضع أنديتنا مختلف، كون الأندية الخليجية عموماً تتلقى دعماً حكومياً مباشراً، وبالتالي لن تتأثر مالياً بشكل كبير من جائحة كورونا، كما هو الحال في أوروبا.
تصوّر لو أن الأندية الخليجية كانت تعمل بنظام الخصخصة، كيف سيكون وضعها، خصوصاً في هذه الأوقات الصعبة التي نعيشها تحت تأثير جائحة كورونا؟ ما الذي كان سيحدث لو كانت الخصخصة موجودة حالياً؟! لربما أعلنت الأندية إفلاسها بسبب رواتب اللاعبين والمدربين الخيالية والضخمة، وبسبب ضعف الموارد المالية، وضعف صناعة كرة القدم في المنطقة، بجانب تواضع أداء الإدارة الرياضية. والحقيقة أن أي هزة مالية قوية، أو حتى بسيطة، ستؤثر بشكل كبير في هذه الأندية، خصوصاً على المستوى المالي.
جائحة كورونا درس قاس للأندية العالمية، فما بالك بالأندية العربية!
لكن يبدو أن أنديتنا لم تستوعب الدرس، لأنها مستمرة في إبرام تعاقدات من العيار الثقيل!
• تصور لو أن الأندية الخليجية كانت تعمل بنظام الخصخصة، كيف سيكون وضعها خصوصاً في هذه الأوقات الصعبة؟
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.