كـل يــوم

مكافحة «كورونا» مسؤولية الجميع

سامي الريامي

مع اقتراب حلول عيد الفطر السعيد، ومع أنها مناسبة عزيزة على قلوبنا جميعاً، إلا أن هناك قلقاً عاماً لدى الجهات الحكومية في الدولة، من احتمالية تزايد أعداد المصابين المحتملين بفيروس كورونا المستجد، والسبب يعود إلى طبيعة هذه الأيام، التي تكثر فيها الزيارات العائلية، وتزيد فيها التجمعات البشرية، ولاشك إطلاقاً في أن هذه التجمعات، هي البيئة الخصبة المناسبة لانتشار الفيروس بسهولة ويسر، ليصيب أكبر عدد موجود من البشر في مكان واحد.

الحكومة اتخذت إجراءاتها، وأقرّت القوانين المناسبة، وفقاً لرؤيتها والمؤشرات العلمية والإحصائية التي تملكها، وهي دون شك ستعمل جاهدة على تطبيق القوانين، وتفعيلها، وستحاول جاهدة بكل الطرق الممكنة إيقاف انتشار هذا الفيروس، ولكن ليعلم الجميع أن هذا الأمر لن يتحقق من دون مساهمة كل فرد في هذا المجتمع، ودون تشارك المجتمع بأسره، بمواطنيه ومقيميه، صغاره وكباره، من خلال تحمّل المسؤولية كاملة مع الحكومة، بل وأكثر من الحكومة!

المسؤولية اليوم تقع بشكل كامل على كل رب أسرة، وكل فرد فيها، فمنهم تبدأ أولى خطوات مكافحة الفيروس، وسلوكهم هو من يحدد أعداد المصابين، ورغم أن الفيروس سريع الانتشار، إلا أن مكافحته تسهل مع اتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية، بل إنه يضعف وبشدة أمام التباعد الاجتماعي والجسدي، فلا يجد له سبيلاً للانتشار وإصابة المزيد من الضحايا!

التباعد الاجتماعي هو كلمة السر في مكافحة «كورونا»، وتطبيق الإجراءات الاحترازية في كل مكان أمر ليس صعب المنال، وبإمكاننا أن نعيش ونتأقلم ونعود لحياتنا الطبيعية، مع التشدد في اتباع هذه الإجراءات، وعدم إهمال أيّ منها، وكلما تشددنا في تطبيقها، أسرعنا في رسم نهاية هذا الكابوس الصعب، وكلما التزمنا بها في تحركاتنا، وفي زياراتنا العائلية، وفي كل خطوة نخطوها خارج المنزل، حافظنا على صحتنا وصحة أهالينا، ووفرنا الحماية لكل صغير وكبير في العائلة، وفي المجتمع.

الحياة في زمن «كورونا»، مختلفة تماماً عن الحياة قبل ظهور هذا الفيروس، ولكن الحياة يجب أن تستمر في كل الأحوال، رغماً عن «كورونا» وانتشاره، لكن شريطة أن يعي كل منا الدور المطلوب منه، ويعرف كيف يهزم الفيروس ويصيبه في مقتل، ولا سبيل إلى ذلك، إلا بالالتزام التام بالتدابير والإجراءات الاحترازية، وبالانتباه ورفع درجات الحيطة والحذر، وعدم التهاون إطلاقاً في الاستمرارية باتباع هذه التعليمات، ففيها وحدها طوق النجاة، وبها يعود المجتمع إلى سابق عصره، ونتجاوز معاً هذه الأزمة الخانقة التي قيدتنا جميعاً، وقضت على أشياء جميلة في حياتنا، فإن كنا نريد استرجاع تلك الحياة الجميلة، فعلينا جميعاً تقع مسؤولية مكافحة الفيروس، وإيقاف انتشاره.

ولنبدأ المكافحة الفعلية للفيروس من الآن، ولنعبر سوياً إلى بر الأمان، خصوصاً خلال أيام عيد الفطر السعيد، لنجعلها أيام فرح في مكافحة «كورونا»، ولنحمي خلالها أهالينا وعائلاتنا، وكبار السن، من خلال حرصنا على التباعد الاجتماعي والجسدي، وعدم الاختلاط، ومنع اللقاءات الجماعية الكبيرة، والاستعاضة عنها بلقاءات عائلية، قليلة العدد، وشديدة الالتزام، ولنستمتع بأجواء العيد ونحن أقرب إلى أهلنا وأولادنا، ولنرفع جميعاً شعار «صحة أهالينا هي فرحتنا الكبرى»، ولنتذكر جميعاً أننا وحدنا المسؤولون عن صحتهم وسلامتهم، وسلوكياتنا هي التي تحدد قوة انتشار الفيروس أو انحساره، وبتكاتف وتعاضد ووعي الجميع سنفوز في هذه المعركة، وسينحسر الفيروس في أقرب وقت ممكن.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر