كـل يــوم

خط دفاعنا الأول.. ماذا يفعلون؟!

سامي الريامي

مجموعة الذهب في دبي تقدمت بالشكر والتقدير إلى القيادة العامة لشرطة دبي.. أتدرون لماذا؟ لأنهم تركوا محالهم التجارية بمنطقة سوق الذهب في ديرة، أثناء فترة التعقيم الوطني الكامل، الذي استمر لمدة 24 ساعة، لمدة شهر كامل، دون أن يأخذوا منها شيئاً!

تركوا 1270 محلاً تجارياً خاصاً بالذهب، مليئة بالذهب والمجوهرات والمشغولات الذهبية التي تعادل قيمتها مليارات الدراهم، دون أن يحملوا منها شيئاً معهم، وذهبوا إلى منازلهم لمدة شهر كامل، لم يخافوا، ولم يشعروا بالقلق، وناموا وهم مطمئنون، ثم عادوا بعد ذلك، فوجدوا محالهم كما هي، لم ينقص منها شيء، ولم يختفِ منها شيء، ولم يفقدوا حتى ولو خاتماً واحداً بـ1000 درهم!

أليست هذه واحدة من أعظم وأفضل نعم الله علينا، نعمة الأمن والأمان التي نحظى بها هنا في الإمارات، نعمة تساوي الدنيا بما فيها، فنحن وبفضلٍ من الله، نجد قوت يومنا، آمنون في أسرابنا، لذلك فقد حيزت لنا الدنيا بحذافيرها، حتى إن كنا نعاني، مثل غيرنا، انتشار فيروس معدٍ، فهو بالتأكيد لن يعيقنا، ولن يجعلنا نغمض أعيننا، على نعم أهم وأكبر، نراها ونلمسها ونعيشها ليل نهار.

الجهود التي تبذلها الجهات المختصة كبيرة جداً، لا توفيها كلمات الشكر والتقدير، خصوصاً خط دفاعنا الأول: الشرطة والأطقم الطبية، ومعهم جميع العاملين بالمجال الصحي، ورجال الإسعاف، والدفاع المدني، والإعلام، وجميع الموظفين الميدانيين، الذين لم تمنعهم ظروف انتشار فيروس كورونا المستجد من ممارسة مهامهم الحيوية، في كل وقت وكل مكان.

ما تقوم به الشرطة يفوق الخيال، لا يعرفون طعم الراحة، من أجل أن يرتاح جميع أفراد المجتمع، يسهرون وينام غيرهم، يعملون في الميدان، وفي الطرق، وفي الأسواق وبين المنازل، ينشرون الأمن، في ظروف صعبة، ونتيجة لجهودهم نشعر جميعاً بالأمن والأمان، وبفضل جهودهم ترك تجار الذهب بضاعتهم دون أن يخشوا عليها، وكذلك يفعل الجميع، تجاراً وأفراداً، في كل وقت، وكل مكان.

وما تقوم به الأطقم الطبية شيء لا يمكن تصوره، فهم في معركة شرسة، ومتواصلة، مع فيروس شرس، معركة غير متكافئة، فهو فيروس خطير، لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، سريع الانتشار، يصيب الآلاف، ومع ذلك فهم يكافحونه، بمعنويات عالية، ويتناوبون في كل لحظة وساعة، لإبقاء المرضى في حالة مستقرة، يعرضون أنفسهم وأهاليهم لخطر انتقال العدوى، لكنهم مستمرون في عملهم، بجد وإخلاص، غير آبهين لأية نتائج، منهم من يعمل 13 ساعة في اليوم، ومنهم من يواصل أيام الأسبوع، لا يعرفون معنى العمل عن بعد، بل هم أقرب الناس للفيروس، يتعاملون معه، ويقتربون منه، ويكافحونه، يومياً، فلا وقت للراحة لديهم، ومع ذلك تجدهم جميعاً غير متذمرين، ولا تفارقهم الابتسامة، حتى في أشد وأصعب وأحلك الظروف!

كذلك ما تقوم به مؤسسة الإسعاف، التي شهدت تطوراً لافتاً في السنوات الأخيرة، هذا التطور جعلها على مستوى كبير جداً من الجاهزية والفاعلية، فهم يحملون اليوم على عاتقهم عبئاً كبيراً، يكفي أنهم أول من يتعامل مع المصاب بالفيروس، ويكفي أنهم ينقلون مئات بل آلاف الحالات، يفعلون ذلك بخدمة مميزة، واهتمام منقطع النظير، وبسرعة فائقة لا تتعدى دقائق معدودة، يملكون المعدات، وسعة الصدر، وطول البال، ويملكون الجاهزية، ويتصرفون دائماً بروية، والأهم أنهم يعملون بصمت، ومن خلف الكواليس، ومع ذلك فجهودهم مقدرة، وهم يستحقون من المجتمع كل شكر وثناء وتقدير!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر