ملح وسكر

تحدي المشهد الأخير

يوسف الأحمد

تبقى التوقعات حول السيناريو المحتمل للجزء المتبقي من هذا الموسم، مجرد فرضيات وتنبؤات مرتبطة ببعض القراءات والمقترحات، التي توحي بشكل المشهد الأخير للموسم الكروي.

ولعل بعض المؤشرات اتجهت صوب استكمال ما تبقى من البطولة في شهر أغسطس المقبل، عطفاً على استنتاج مبني على بعض التحليلات لحالة الفيروس، وإمكانية انخفاض أو زوال حدته في الفترة المتوقعة المقبلة.

لكنّ ذلك شأنه أن يضع المعنيين في تحدٍّ أمام الظروف غير المستقرة، التي لا تأتي مثلما يتمنى أو يتوقعها السواد الأعظم من الناس، إذ إن بعض الدراسات أشارت إلى إمكانية حدوث تطورات جينية متلاحقة للفيروس ستزيد من قوته وشراسته، بينما هناك نظريات تتحدث عن إمكانية انخفاض خطره، بناءً على أدلة وتفسيرات علمية تناولتها مؤسسات بحثية وطبية مختصة، مانحةً مساحة من الأمل في إمكانية العودة إلى ممارسة الحياة بشكل طبيعي مع محاذير محددة في السلوكيات والعادات اليومية.

الجدل قائم حالياً في الشارع الرياضي بين معسكرين، أحدهما يؤيد إلغاء الموسم وإسدال الستار عليه، لما تفرضه مصالح أطراف العلاقة من جميع دوافعها، حيث يرونه مجازفةً واستعجالاً كون الخطر لم ينتفِ، بل باقٍ ويتمدد، ثم لاعتباره شيئاً من التهور في حال تم استكمال الدوري في الفترة المقترحة، الواقعة في المنطقة الحرجة من العام، التي يرتفع فيها لهيب الحرارة والرطوبة إلى مستوى لا يطاق، مثلما أنه يشكل خطراً أيضاً على صحة وسلامة اللاعبين، الذين يفترض أن يستبقوه بمرحلة إعداد وتحضير لا تقل عن 30 يوماً، للوصول إلى الجاهزية البدينة والفنية المثلى من أجل التأقلم والقدرة على اللعب في الوقت المقترح.

أما الجانب الآخر، فهو يرى الخطوات الجريئة التي تم اتخاذها في عدد من الدوريات العالمية، مثل الألماني والكوري الجنوبي والإنجليزي، بادرة محفزة تدفع وتشجع الرابطة والاتحاد إلى تبنيها والمضي نحوها، خصوصاً أن المواجهات ستكون من دون حضور جماهيري، لكن الهدف من استئناف بطولاتهم، مثل ما يرى الإنجليز، هو الأثر النفسي في رفع معنويات الأفراد وإخراجهم من هذه الحالة البائسة التي شلت حركتهم، مثلما يعتقدون أيضاً أن المنافسات والنتائج ستلعب دوراً في التأثير الانفعالي وتنشيط الدورة الدموية لخلايا الجسد، ما قد يعزز ويقوي مناعة الأشخاص ومقاومتهم لهذا المرض.

هي وجهات نظر واستنتاجات لا يوجد أساس علمي لها، لكنها اجتهادات فكرية قد تنجح أو تفشل في نهاية المطاف.

لذا فإن الفريق المؤيد يرى عدم الاستسلام أو رفع الراية، بل في قرارته يحث الأندية على التعايش مع الأوضاع وتقوية الجبهة النفسية لها من أجل هزيمة الفيروس والقضاء عليه، كونه محطة في الحياة ولابد من تجاوزها.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .


الجدل قائم حالياً في الشارع الرياضي بين معسكرين، أحدهما يؤيد إلغاء الموسم وآخر يريد استئنافه.

تويتر