5 دقائق

الكيل بمكيالين

خالد السويدي

لا يختلف اثنان على أن أزمة جائحة كورونا قد ضربت القطاعات كافة دون استثناء حول العالم، ومما لا شك فيه أن أحد الحلول المناسبة تمثل في تقليل الرواتب والبدلات للعديد من الشركات والمؤسسات للتغلب على الصعوبات المالية، وبما لا يتسبب في توقفها نهائياً عن الإنتاج والعمل.

لنأخذ شركة إعمار العقارية على سبيل المثال، فقد عمدت إلى تقليل الرواتب بطريقة النسبة والتناسب، فكانت نسبة الاستقطاع الكبرى من الوظائف العليا ثم تقل هذه النسبة كلما نزلت إلى المستوى الأدنى من الرواتب، مثلها مثل «طيران الإمارات» التي اتخذت القرار نفسه، وأعلنت عنه قبل فترة في وسائل الإعلام.

لكن هناك من يُصر على أن يمشي عكس التيار، فهناك جهة أغلب الموظفين فيها سواء كانوا مواطنين أو وافدين يشتكون من معاناتهم في هذه الجهة قبل الأوضاع الاقتصادية التي تسببت فيها جائحة كورونا، إذ يعانون قلة الرواتب والتشدد الوظيفي، فظهرت العديد من الشكاوى عليها إلى العلن، خاصة في ما يتعلق بتعيين المستشارين الأجانب الذين يحصلون على رواتب عالية وبدلات مميزة، بينما يحصل أغلب الموظفين على رواتب عادية جداً، فأصبحت هذه الجهة عبارة عن طبقتين: طبقة المديرين وطبقة صغار الموظفين.

بعدها جاءت هذه الأزمة لتتأثر إيرادات هذه الجهة ويتوقف عدد من العقود، فتم إجبار صغار الموظفين على التوقيع على عقود عمل جديدة تتضمن تخفيض الرواتب فيها، بالإضافة إلى ذلك تم الاستغناء عن عدد من الموظفين، إنما الغريب أن هذه الجهة قد عينت مستشاراً أجنبياً راتبه يقترب من 100 ألف درهم في عز هذه الأزمة، والأغرب من ذلك أن العقود الجديدة «كما وصلني» لم تطبق على كبار الموظفين، وهذا بلا شك تناقض واضح في هذه الجهة.

نقدر تماماً الأوضاع الحالية، ونتعاطف مع جميع من تأثر بهذه الأزمة، ونرى أنه من الطبيعي والمنطقي أن تكون هناك إعادة هيكلة وتقشف وإيقاف للبدلات في أغلب الجهات، إنما لتكون هذه الجهات منصفة إزاء ما تقوم به تجاه موظفيها، فلا يعقل أبداً أن يكون الموظفون البسطاء وأصحاب الوظائف العادية الضحية الكبرى في مثل هذه القرارات، وكما يقال: «ليس من العدل أن تطلب من الآخرين ما لست أنت مستعداً لفعله».

نقدر تماماً الأوضاع الحالية، ونتعاطف مع جميع من تأثر بهذه الأزمة، ونرى أنه من الطبيعي والمنطقي أن تكون هناك إعادة هيكلة وتقشف وإيقاف للبدلات في أغلب الجهات.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر