5 دقائق

الروبوتات.. شركاؤنا الجدد قادمون

الدكتور علاء جراد

كلما حاولت الكتابة بعيداً عن «كورونا» أجدني مضطراً للمرور حول الموضوع مرة أخرى، ويبدو أن هذا الفيروس لديه القدرة على توحيد العالم وكذلك تغييره بلا رجعة، وما فشلت فيه الكثير من الدول نجح الفيروس في إجبارنا على فعله، فقبل شهور عدة لم تكن الكثير من الجامعات أو المؤسسات الحكومية جادة في الاعتماد على الدراسة أو العمل عن بعد، ولكن الآن أصبح ذلك هو الخيار الوحيد، وسكتت الأصوات التي كانت لديها تحفظات حول أمن المعلومات أو فقدان العنصر البشري في العملية، حيث أصبح تقليل انخراط العنصر البشري هو الخيار الأفضل. ولكن الموضوع ليس كله مزايا، فهناك تهديدات خطيرة قادمة ربما لا نستطيع استيعابها في الوقت الراهن لانشغالنا في الأزمة الحالية، لكن ستكون هناك أزمات تتبع الأزمة الحالية، وأهمها سيطرة الروبوت على حياتنا.

في تقرير شيّق نشرته الصحافية «زوي توماس» Zoe Thomas في «بي بي سي» يوم 19 أبريل 2020 حذرت فيه من أن أزمة «كوفيد- 19» قد سرعت من سيطرة الروبوت على نواحي الحياة، حيث تقوم الشركات بتوسيع نطاق استخدام الروبوتات لزيادة التباعد الاجتماعي، وتقليل عدد الموظفين الذين يتعين عليهم العمل جسدياً. كما يتم استخدام الروبوتات لأداء الأدوار التي لا يستطيع العمال القيام بها من المنزل، وتقوم حالياً الكثير من محال التجزئة الكبرى مثل وولمارت باستخدام الروبوتات على نطاق كبير جداً، وفي أمازون هناك الآلاف منها طوال الوقت. وفي كوريا والكثير من دول أوروبا يتم استخدامها في قياس درجات الحرارة وتوزيع معقم اليدين، كما تدرس مطاعم الوجبات السريعة مثل ماكدونالد استخدامها كطهاة، ما أدى لزيادة الطلب على شركائنا الجدد، وتقوم شركة UVD Robots بتصنيع أعداد كبيرة وشحنها لدول مثل الصين، التي هي أصلاً أكبر مصنع للروبوتات في العالم.

ربما يكون دمج الروبوتات في الأعمال أكثر كلفة في الوقت الحالي، لكن على المدى الطويل ستقل كلفتها، والدور الذي شغله الروبوت لن يعود أبداً للإنسان مرة أخرى، خصوصاً أنه يجري تطوير الذكاء الاصطناعي الذي يمكن أن يحل محل المعلمين والمدربين والمستشارين، وحتى الأطباء والممرضين. وتختتم الكاتبة بالإشارة لتقرير أصدرته شركة الاستشارات العالمية ماكينزي في عام 2017 يتوقع استبدال ثلث العاملين في الولايات المتحدة بالأتمتة والروبوتات بحلول عام 2030. لكن يبدو الآن أن هذه التوقعات ستتحقق قبل ذلك بكثير. السؤال المهم هل نحن مستعدون ومدركون لحجم التغيير الذي سيكتسح كل شيء أمامه أم مازلنا في مرحلة الانبهار بتلك المخلوقات التكنولوجية ولا ندرك ما تضمره لنا؟!

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .


الدور الذي شغله الروبوت لن يعود أبداً للإنسان مرة أخرى، خصوصاً أنه يجري تطوير الذكاء الاصطناعي الذي يمكن أن يحل محل المعلمين والمدربين والمستشارين، وحتى الأطباء والممرضين.

تويتر