5 دقائق

لا تحاربوا الخير

خالد السويدي

كثر الحديث، أخيراً، حول البرنامج الرائع «قلبي اطمأن»، الذي يبث في شهر رمضان، للموسم الثالث على التوالي، هذا البرنامج دخل إلى قلوب شريحة كبيرة من البشر في الوطن العربي، وأصبح الشغل الشاغل للكثير منا، بسبب ما يقدمه من مساعدات إنسانية إلى المحتاجين في الوطن العربي.

ارتأى المسؤولون عن البرنامج، هذا العام، أن يكون مختلفاً عن المواسم السابقة، عن طريق افتعال موقف مع الشخص المحتاج، ليكشفوا لنا النفوس الطيبة لهؤلاء الأشخاص، رغم ما يمرون به من ظروف قاهرة، شاهدنا والدة الأيتام التي لم تكن تملك سوى دينار واحد تبرعت به لمقدم البرنامج، وذلك الرجل السوري الذي لا يملك قوت يومه يصر على استضافة مقدم البرنامج، عندما علم أنه لا يستطيع دفع ثمن غرفة الفندق، وتلك السيدة اليمنية اللاجئة في الصومال، التي رغم ظروفها المتعسرة فإنها كانت تؤمن بقدرة الله على تغيير حالها إلى أفضل حال.

دروس وعبر جميلة نتعلمها في كل حلقة من حلقات «البرنامج»، فالعطاء لا يرتبط بالفقر، والكرم قد يكون متأصلاً في نفس الإنسان المحتاج، وأن الناس للناس حتى لو لم تربطهم أي معرفة سابقة، ليثبت الكثير من الحلقات أن النفس البشرية فيها الكثير من الخير، الذي يتعين إظهاره للعالم من حولنا.

وعلى الرغم من كل هذا الجمال والإشادة وعمل الخير الذي يقدمه البرنامج، فإنه لابد أن تخرج تلك الأصوات الشاذة التي تنتقده وتصفه بأبشع الألفاظ، ليت ذلك لأن العمل سيئ أو لوجود سلبيات كثيرة تتعلق به، بيد أنّ المصيبة أن الانتقاد يأتي لأنه عمل تم بدعم الهلال الأحمر الإماراتي، وبالطبع هناك من لديه حساسية مفرطة تجاه أي عمل تقوم به دولة الإمارات، وما قيام عدد من القنوات المنبوذة والإعلام المرتزق بالإساءة للبرنامج إلا دليل على ذلك.

لا نحتاج إلى إدخال الخلافات السياسية في موضوع عمل الخير، ولا فائدة من إقناع السذج والبسطاء بوجود أهداف غير سامية خلف هذا العمل الجبار، يكفي أن نرى تلك الابتسامة التي تنطبع على وجوههم، ونستفيد من العبر في كل مشهد، وفي كل حلقة، بل إن الأهم من ذلك عندما يسعى كل واحد منا ليكون رمزاً للخير والعطاء، مثل غيث ورفاقه.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر