ملح وسكر

لم يُحسم شيء

يوسف الأحمد

لا يمكن الجزم بشكل المسار النهائي للموسم الحالي، على الرغم من قرار اتحاد الكرة الأخير والمبدئي باستئنافه في أغسطس. والحقيقة أن المراقبين وضعوا كثيراً من السيناريوهات من أجل إسدال الستار عليه، بسبب الجائحة الحالية التي عطلت وجمّدت الحياة الكروية والرياضية مؤقتاً، إلى حين انكشاف غمتها وزوالها عن العالم الذي يعتبرها واحدة من أسوأ الأزمات التي مرت عليه.

ولعل الحديث عن هذا الشأن قد أصبح الشغل الشاغل للمعنيين والمختصين، الذين يرون الوباء من زاوية الأثر والضرر اللذين تسبّب فيهما، وجعل الجميع رهيناً للفرج، والحل الذي تنتظره البشرية خلال الأيام المقبلة.

وبسبب ذلك، سارعت الأندية إلى التواصل في ما بينها لتدارس الحال، ووضع الخيارات المتوقعة، فالبعض يدفع نحو التأجيل وترحيل ما تبقى من مواجهات إلى ما قبل شهر أغسطس المقبل، كون قرار اتحاد الكرة ليس نهائياً، مستنداً إلى الفرضيات التي قد تتيح المعطيات لتأدية الجولات المجمّدة واستكمالها بالفترة المقترحة في أغسطس، بينما يسعى الآخر إلى حل الإلغاء، وإنهاء الموسم لأسباب وعوامل كثيرة، أهمها التوجه السائد في الدوريات العالمية، الذي بدأ ينكشف رسمياً في بعض الدول، ما قد يُنبئ بتلاحق الدول واتباعها هذا المسار، كونها تتقاسم مسببات ودواعي الإغلاق، حيث يُرجح البعض تغليب الخيار الصعب محلياً، المتمثل في إلغاء الموسم الكروي، كحل وسط لتخفيف الأضرار والخسائر التي مُنيت بها الفرق بفعل الرواتب التي تدفعها، والمزايا الأخرى التي تُقدمها للاعبيها وأجهزتها الفنية، من دون مردود فعلي نتيجة توقف البطولات.

ولا غرابة في ما لو وضعت الأندية بثقلها للدفع نحو هذا الاتجاه، مثلما ستضغط أيضاً لإنهاء الموسم لدواعٍ عدة، تتحرك ضمن مساحتَي المنطق والمصلحة، اللتين قد تدعمان حجتها وطلبها بأن يكون سيد الموقف وكلمة الفصل في نهاية المشهد، وذلك لاعتبارات عديدة، أهمها صعوبة استئناف النشاط بعد توقف الأندية ومنتسبيها عن التدريبات والمباريات، التي تعد الضلع الذي يستقيم به الأداء والعطاء، مثلما لها انعكاسات بدنية وصحية على اللاعبين في حال تم استئناف النشاط في تلك الفترة المناخية الصعبة بسبب الحرارة والرطوبة العاليتين. وبسبب هذا، فإن «الاتحاد» و«الرابطة» أمام خيارات صعبة قبل الحسم نهائياً في المشهد، أحلاها دون سكر، ما سيجعلها في مواجهة الطرفين من أجل فض الجدال الذي يتشبث كل طرف بموقفه متوارياً خلف ستار مصلحته.

في المقابل، تواصل الجهتان قياس الوضع وتقييمه، وما يتم تمريره بين فترة وأخرى ما هو إلا بالون اختبار لمعرفة ردة فعل الأندية والشارع الرياضي، ثم جس نبض الاتجاه المحبذ، الذي على إثره ستُبنى تفاصيل القرار النهائي، لأن ما صدر بخصوص استئناف الموسم مبدئي، ولم يحسم في أي شيء حتى الآن.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 


«الاتحاد» و«الرابطة» أمام خيارات صعبة قبل الحسم نهائياً في المشهد.

تويتر