كـل يــوم

لم يعد الأمر خياراً.. والوقت ليس في صالحنا!

سامي الريامي

رغم كل شيء، مازال البعض يحاول أن يوهم نفسه بأن الوضع عادي وطبيعي، مازالوا يُصرّون على ممارسة حياتهم بأريحية كاملة، تصل إلى درجة الإهمال في المحافظة على صحتهم وسلامة أهاليهم، غير مدركين لخطورة المرحلة وصعوبتها، ولا تلفت انتباههم الأرقام التصاعدية لانتشار المرض، وتسارع وتيرة الإصابات المؤكدة.

للأسف مازالت هناك تجمعات شبابية، ومجالس مفتوحة، ومازالت بعض العائلات تصرّ على اللقاءات الدورية، لم يتعظ كثيرون بقصة «فاطمة» التي نشرت على نطاق واسع، تلك المرأة التي أصرّت على دعوة أهلها لحضور اللقاء العائلي الأسبوعي، لم تقتنع بما يُقال عن منع التجمعات، ولم تكترث بكل النصائح والتعليمات والإجراءات الاحترازية، التي تحث وتدعو وتركز على التباعد الاجتماعي، فكانت النتيجة أنها كانت تحمل الفيروس دون أن تشعر، ودون أن تظهر عليها أعراض، فنقلته بدورها إلى 17 فرداً من عائلتها، صغاراً وكباراً.

ليس الجميع على المستوى ذاته من الوعي والحرص والالتزام، وبما أن هذا التفاوت موجود وملاحظ، فالوقت حان لتشديد الإجراءات أكثر فأكثر، لابد من ذلك، فحملات التوعية رغم كثافتها وتنوعها وشموليتها، ورغم وصولها إلى معظم شرائح المجتمع، فإن الالتزام بها كان متفاوتاً دون شك، وفقاً لطبيعة كل إنسان، فهناك الحريص الملتزم الواعي، وهناك غير المكترث، ولحل هذه الإشكالية لابد من قرارات حكومية ملزمة، لا تترك مجالاً لحرية الاختيار اعتماداً على طبيعة النفس البشرية، بل بإجبار الجميع لتنفيذ القرارات، والإجبار هنا بقوة القانون، تماماً كما حدث أثناء تنفيذ ساعات البرنامج الوطني للتعقيم، قرار واضح، وتحديد واضح، وساعات واضحة، ونتيجة ذلك التزم الجميع بشكل واضح.

قرار اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث بتمديد برنامج التعقيم على مدار 24 ساعة لمدة أسبوعين، هو قرار مهم وحيوي وضروري في هذا الوقت، هو انتقال لمرحلة ثانية من مراحل مكافحة هذا الفيروس الصعب، مرحلة لابد منها، فالوقت ليس في صالحنا بل في صالح الفيروس، ومحاصرته أصبحت مسألة لابد منها، لذلك لابد من تكثيف العمل، وزيادة ساعات التعقيم، وتكثيف عمليات الفحص الطبي في المناطق التي يتواجد فيها أعداد كبيرة من الناس في مختلف أنحاء الإمارة، للتأكد من خلوهم من المرض.

هذه المرحلة تقتضي تعاون الجميع، وتعاضد الجميع، وتقتضي الالتزام التام بالتعليمات والتوجيهات، بهدوء وسكينة، ومن دون هلع وفزع، فالحكومة تعي ما تفعل، وما تفعله وتقره من قرارات لا يصبّ إلا في نطاق مصلحة الجميع، وللحفاظ على صحة وسلامة الجميع، لن تغفل عن احتياجاتهم، فهي تعرفها جيداً، ومنافذ بيع الغذاء والصيدليات وطلبات توصيل الطعام ستمارس عملها بشكل طبيعي، إنها الضرورة التي استدعت ذلك، ومن أجل صحتنا وسلامتنا فلنحرص جميعاً على مساندة الحكومة لتنفيذ برامجها بدقة من أجل التخلص من هذا الوباء.

لم يعد الأمر خياراً، لذلك لابد من حرق المراحل، ومحاولة منع انتشاره بشتى الطرق الممكنة، وبكل الوسائل، فالدول جميعها تفعل ذلك، وجميع الخيارات مفتوحة على مصراعيها، فالفيروس تحدٍّ خطير لم تشهد له البشرية مثيلاً، لم يحدث ذلك بهذا السوء من قبل، لم يقف العالم بأسره عاجزاً كما هي الحال اليوم، ولذلك فالتعامل مع الوضع يجب أن يكون كذلك غير معهود وغير مسبوق.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر