رأي رياضي

تخفيض الرواتب

حسين الشيباني

تمر كرة القدم حالياً بمرحلة صعبة، بسبب أزمة تفشي وباء فيروس كورونا، وتجميد وتعليق الأنشطة الرياضية كافة، حيث ظهرت في الفترة الأخيرة مشكلة في بعض الدول بسبب مستحقات اللاعبين الباهظة، لكن في الإمارات أبدت مجموعة كبيرة من اللاعبين والمدربين، ومنهم أجانب، في أندية دوري الخليج العربي للمحترفين لكرة القدم نيتهم تخفيض رواتبهم.

يبدو أن الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها الأندية في العالم بشكل عام، والأندية الأوروبية بشكل خاص، على خلفية انتشار وباء كورونا المستجد حول العالم، قد تدفع المسؤولين إلى إجراءات اضطرارية لمواجهة الأزمات المالية.

العديد من الأندية حول العالم وفي القارة العجوز بدأت التشاور في ما إذا كانت ستخفض رواتب لاعبيها، وحول النسبة المقررة لذلك، نتيجة توقف البطولات الرياضية، وما تسببت فيه من أزمة مالية خانقة.

وباشرت بالفعل بعض الأندية في تنفيذ مبدأ تخفيض رواتب اللاعبين بنسبة 30٪، ما يعني تخليهم عن مستحقاتهم لأربعة أشهر مقبلة، بينما اتفق لاعبو نادي برشلونة الإسباني على تخفيض رواتبهم بنسبة كبيرة وصلت إلى 70٪، وأول من بادر بذلك النجم الأسطوري ليونيل ميسي، حيث طالب كبقية زملائه إدارة النادي بعدم المساس برواتب العاملين في النادي، وهذه مطالبة إنسانية من لاعب كبير بحجم ميسي (معدنه أصيل).

الدوريات الكبرى في أوروبا تكبدت خسائر تقدر بمليارات اليورو، وإذا استمر تأجيل المنافسات، أو تم إلغاؤها فستتضاعف الخسائر، ونسبة كبيرة من لاعبي الكرة ووكلائهم وافقوا على خيار تخفيض الرواتب، لأن إلغاء المسابقات في الدوريات الكبرى سيترك تاثيراً اقتصادياً سلبياً كبيراً على الجميع.

هذا الوضع يجعلنا نتساءل: هل سيتم وضع بند جديد في عقود لاعبي أندية دوري الخليج العربي للمحترفين تحت اسم «القوة القاهرة» في حال حدثت مثل هذه الأزمات مستقبلاً، لا قدر الله؟ وهل ستتغير بعض القوانين والشروط في عقود اللاعبين بحيث يكون بإمكان الرابطة واتحاد الكرة حجب نسبة مئوية من الرواتب، إذا حدثت كارثة تستوجب إيقاف المسابقات، خصوصاً في حال انتشار وباء أو أي ظرف قاهر؟

على المسؤولين عن منظومة الاحتراف الكروي دراسة كل جوانب الاحتراف الإيجابية والسلبية، وكل صغيرة وكبيرة في نظام الاحتراف، وعلينا التعلم من تجارب الآخرين في تسيير أمور الاحتراف خلال الأزمات والكوارث، علينا التعلم من درس وباء فيروس كورونا.

وعلى المسؤولين في الأندية العالمية والمحلية أن يتفقوا على أنها لحظة طارئة، وعلينا أن نثبت أن التضامن ليس مجرد «شعار»، لذلك عليهم التفاوض بشأن العقود.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .


على الأندية التعلم من درس وباء فيروس كورونا.

تويتر