كـل يــوم

مستعدون لتنفيذ القرارات كافة..

سامي الريامي

نطيع حكومتنا في اليسر والرخاء، ولاشك في أننا سنطيعها ونتبع تعليماتها، وسننفذ قراراتها مهما كانت، في الشدة والأزمات، قادتنا لا يفكرون إلا في مصلحة الشعب، وهدفهم الأوحد حمايته والمحافظة على كل فرد في هذه الدولة، وفي مقابل ذلك نحن جميعاً صف واحد خلف حكومتنا وقادتنا، جاهزون لتنفيذ الأوامر كافة بحذافيرها، ومستعدون لتنفيذ كل قرار سيصدر، حتى إن كان عدم مغادرة الغرفة التي نجلس فيها.

هذا ليس كلامي وحدي، بل هو لسان شعب الإمارات بأسره، سمعته من أناس كثيرين منذ بداية أزمة «كورونا»، وأسمعه بشكل يومي، جميعنا اليوم جند لهذا الوطن، واتباع التعليمات والقرارات في هذا الوقت هو بمثابة فرض واجب على كل مواطن، صغيراً كان أم كبيراً، فهذه القرارات مصيرية، وهي التي ستُحدد مدى قدرتنا على مواجهة هذا الفيروس الخطير، والحد من انتشاره. إن نجحنا في ذلك نجحنا في المحافظة على المجتمع وسلامته، وإن تهاون البعض ولم يلتزموا، فهم بذلك يضرون أنفسهم وعائلاتهم أولاً، ثم يضرون مجتمعاً بأسره ثانياً، لذا يجب ألا نسمح لأحد بذلك!

وقت صعب يمر على العالم بأسره، دول بأكملها، باقتصاداتها القوية، وأنظمتها المحكمة، ومواردها البشرية الهائلة لم تستطع الصمود، لم تصمد لأن شعوبها لم تتجاوب، ولم تقدر حجم المشكلة، وتهاونت في تنفيذ القرارات، في مقابل ذلك دول أخرى كانت صارمة، وشعبها مطيع ومقدّر لطبيعة القرارات، وأسباب الصرامة، فنجت، واستطاعت مواجهة الفيروس، وها هي تسترد عافيتها وإنتاجيتها وحياتها الطبيعية، ونحن هنا في الإمارات لسنا أقل من هذه الشعوب وعياً وتفهماً وطاعةً تامةً لحكومتنا وشعبنا.

في مثل هذه الظروف غير المسبوقة، كل إنسان مسؤول عن نفسه وبيته وعائلته، وعليه تقع مسؤولية المحافظة عليهم، من خلال رفع أعلى درجات الحيطة والحذر، وعليه أن يتخذ قرارات قد يراها أبناؤه صعبة، لكنه في قرارة نفسه يدرك أنه كلما تشدد في قراراته، حافظ عليهم وحماهم أكثر!

ولكم أن تتخيلوا أن هناك من يفكر بالطريقة ذاتها لتفكير هذا الأب، لكن ليس لعائلة صغيرة، بل لدولة كاملة ولشعب كامل، ولملايين البشر، يحمل على عاتقه مسؤولية الحفاظ على كل إنسان في هذه الدولة، يسعى لتوفير احتياجات الدواء والمواد المقاومة لهذا الفيروس بشكل غير منقطع، ويفكر في عزل كل مريض حتى لا يعدي غيره، ويطمئن ليل نهار ليوفر احتياجات هؤلاء الملايين من الغذاء والماء والكهرباء وجميع الاحتياجات الرئيسة، لا يريد أن ينقصهم شيء.. هل يتخيل أحد منّا حجم هذه المسؤولية؟!

بعد ذلك.. ألا ينبغي علينا جميعاً أن نلتزم بكل القرارات التي يصدرها قادتنا وتطبقها حكومتنا؟! ألا ينبغي علينا جميعاً، مواطنين ومقيمين، أن نتحلى بالمسؤولية التامة تجاه أنفسنا ومجتمعنا، ونبقى في منازلنا حتى تنقشع هذه الأزمة، وينفرج هذا الهم؟!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر